الخميس الساعة العاشرة صباحًا.. تصل علياء لمنزل نور وتتحدثان وقتًا طويلًا وبعدها تنزل نور من البيت مسرعة والغضب ظاهر على وجهها ثم تتبعها علياء بسرعة وهي تنادي عليها:
-انتظري قليلًا.. إنك ستدخلينني السجن إن ذهبتِ.
نور(تقف في الشارع وترد):
-إن الشرطة تراقبكما ويعلمون خطواتكما ولا نية لي أن أدخل السجن.
تتركها وتسير مكملة:إنهم لا يشكّون بي إلى الآن وسيصدقونني.
علياء(بصوت عالٍ):
-تعلمين أنك صديقتي ولن أسمح لأحد أن يضرك.. ذهابك للبنك لا يوجد به أي خطر عليك.
تقف نور وتنظر لعلياء ثم تقول):
-إنني أفعل هذا من أجلك قبل أن يكون من أجلي.
وتتركها وتذهب).
بعدها بقليل في مكتب سيف..
يدخل علاء مندفعًا):
-هناك أخبار هامة
سيف(باهتمام):
-ماذا هناك؟
- إن مراقبي علياء ونور يبلغوننا بأنهما اختلفتا، وأن نور في طريقها إلينا الآن.
- في أي شيءاختلفتا؟
- يقولان إنهما اختلفتا بخصوص حضور نور للبنك.. ويقولون أيضًا إن نور وعلياء تعلمان أن علياء وعبد الرحمن مراقبان.
- حسنًا.. لقد اتضحت الرؤية، اسحب المكلَّف بمراقبة نور الآن.
علاء: تمام.. ولكن لماذا؟
سيف(بغضب):
-نفِّذ ما أقوله لك.
علاء(بارتباك):
-تمام حضرتك (ويمسك جهازه اللاسلكي ليبلغ الأوامر).في حين يقول سيف:إنها تظن أنها غير مراقبة ولهذا تأتي إلينا..
بعدها بقليل تدخل نور المكتب)، يستقبلها سيف قائلًا:
-أهلًا يا نور.
نور( تتصنع الاندهاش):
-هل تعرفني؟
سيف(ضاحكًا):
-وهل تظنين أنني لا أعرف صديقة علياء؟
-حسنًا.. إنني هنا بخصوص علياء.
-أعلم.. فقد وردتنا أنباء اختلافكما.
نور(بانفعال):
-إنها غبية.. تستمر في شيء لا تملك القدرة على تحمُّله ولا تعلم نهايته أيضًا.
-أريد منكِ أن تشرحي لي الأمر منذ البداية.
نور(بتردد):
-حسنًا.. ولكن هل تعدني أن تتغاضى عمَّا بدرَ من علياء؟
- إن لم تؤذِ أحدًا سأعتبرها قد أتت معك وساعدتنا.
نور(بارتياح):
-حسنًا.. الأمر بدأ منذ أن وجدنا محفظة للدكتور يوسف الله يرحمه- وبعدها بدأت تلك الرسائل تصلها منه.
سيف: ممن الرسائل؟
نور: من الدكتور.
سيف(بحماس):
-حسنًا.. متى وصلتها أول رسالة؟
-لا أعلم التاريخ بالتحديد، ولكنها وصلت في نفس اليوم التي أتت فيه للمكتب هنا.
-هل تعلمين كم رسالة هم؟
-أربع رسائل.
-حسنًا.. كم منها أتى من شركة السهم الذهبي؟
نور(مصدومة):
- كيف عرفتها؟
ينظر لها سيف مبتسمًا بثقة، فتقول نور:
-حسنًا إنها واحدة فقط.. ولكن أتت بعدها رسالة تهديد عن طريق نفس الشركة وهذا ما أتى بي إلى هنا.
سيف(يكتب في الورقة):
-حسنا.. واحدة فقط.. يكمل سائلًا:
-هل تعلمين ما في خزانة البنك؟
-لا أعلم،ولكن علياء قالت لي إنه قد يكون اختراع للدكتور ولكنه شيئًا كبيرًا.. فالدكتور قد قُتِلَ في سبيل هذا.
سيف(باهتمام):
-من أخبركِ بهذا؟
-هو أخبرنا بهذا في رسائله.. ولكن بخصوص التهديد..إن علياء وعبد الرحمن قد يُقتلان في أي وقت.
سيف(يقوم وهو يشعل سيجارته ويتمشى في المكتب):
-حسنًا.. إنني لا أميل للضغوط النفسية، ولكنها كانت الطريقة الوحيدة.
-لا أفهم.. هل أنت من أرسلت رسالة التهديد؟
سيف(بهدوء وهو ينفث دخان سيجارته):
-نعم.. ولكن هذا لا يعني أنك قد أخطأتِ بمجيئك هنا.. لماذا اختلفت مع علياء؟
-إنها تريدني أن أذهب للبنك لأحضر ما في الخزنة.. ولكن لماذا أرسلت الخطاب؟
-لكي يثق بنا أحدكم.. هل معكِ كلمة سر الخزنة؟
-إنها مع علياء وعبد الرحمن.. كانت في الرسائل عن طريق شفرات استطاعا حلها.
وهل معك إثبات الشخصية؟
-إنه مع موظف البنك وهو صديق عبد الرحمن وقد أخبره عبد الرحمن مسبقًا بالاحتفاظ بالبطاقة حتى يأتي من يفتح الخزنة.
سيف(وهو يخرج البطاقة من مكتبه):
-أظن أننا نسبقهما بخطوة.
نور(باندهاش):
-كيف وصلت إليها؟
-إننا لا نلعب هنا.. كل ما أطلبه منكِ يا نور أن تتصلي بها وتخبريها أنك موافقةوتأخذي منها كلمة السر لتخبرينا بها.
-ألن تشك بي؟ إن علياء ليست غبية لهذه الدرجة.
-لن تشك في صديقتها.. ستقنعيها.
-حسنًا سأتصل بها.. وسأفتح السماعة الخارجية.
تخرج هاتفها وترن على علياء وتفتح السماعة)..يسمعان الجرس.. حتى قطعه صوت علياء:
-هل ذهبتِ؟
نور(بارتباك):
-لا،إنني قد تراجعت عن هذا الأمر في النهاية.
-أشكرك، وأعدك أنني لن أطلب منك شيئًا آخر في هذا الأمر.. سأحاول التصرف.
- لا، بل أتصل بك لأقول إنني مستعدة لتنفيذ ما تطلبين.
علياء(بتشكيك):
-حقًا؟
- نعم..
-إننا أصدقاء منذ زمن ولا أظنك تحاولين خداعي أليس كذلك؟
هنا يشير سيف لنور لتمثل الغضب)، (فتنطلق نور بغضب وسرعة):
-إن الخطأ خطئي لأني أحاول ألا أتسبب في سجنك.. إنني أعلم كم أنتِ عنيدة وكم ستصرين على ما عزمتي عليه من البداية، كان من الممكن أن أبلغهم لكي أؤمن نفسي ولكني لم أرد أن أتسبب في سجنك.
علياء(بخجل):
-آسفة.. ولكن موقفك قد تغيَّر فجأة فخفت أن تكوني..
-إنني ذاهبة لمقابلة عبد الرحمن الآن وسأتصل بك في خلال ساعة أعطيك كلمة السر.
-حسنًا..
وتغلق الخط وتنظر لسيف الذي يبدو راضيًا تمامًا).
يتقابل عبد الرحمن و علياء في أحد المطاعم الكبيرة في القاهرة.. يسألها عبد الرحمن في لهفة وتوتر فور جلوسه أمامها:
- ماذا هناك؟ لقد أتيت مسرعًا حتى دون أنأغلق باب المنزل.
-ألا تخشى السرقة؟
عبد الرحمن(ضاحكًا):
-كيف أخشاها مع جلوس الشرطة أمام بيتي طوال اليوم.
-حسنًا.. لا وقت للتحدث.. علينا الآن أن نخرج دون أن يشعر بنا من يراقبوننا.
-إنهم يقفون خارجًا في انتظارنا.
- حسنا.. سأتصل بنور.. وسنخرج من هذا الباب.
وتشير لباب العاملين بالمطبخ).
- حسنًا..
بعد أن مرت ساعة ونصف على المكالمة بين نور و علياء كان قد دخن سيف علبة سجائر فيها اهتز هاتف نور..
أمرَها سيف:
-ردي وافتحي السماعة. (ففعلت ذلك، فجاءها صوت علياء:
-ألو..
-ألو لماذا تأخرتِ؟
-عذرًا.. إنالأمر لم يكن بالسهولة التي توقعناها.
- لا عليكِ.. ما كلمة السر؟
-اذهبي للبنك.. سأتصل بك هناك وأعطِها لكِ.. أعتذر ولكن عبد الرحمن شكاك للغاية.. ثم ماذا يضرنا الاحتياط؟
نور تنظر لسيف الذي يومئ برأسه موافقًا).
-حسنًا إنني ذاهبة.
-عندما نتأكد أنك في البنك ولا أحد يتبعك سنعطيها لك.
-حسنًا.
- إنني مقدرة ما تفعلين.. شكرًا.
نور(وقد دمعت عيناها):
-لا تشكريني.(تغلق الخط
يتحدث إليها سيف قائلًا:
-لا تبكي.. إن ما تفعلينه في مصلحتكم، ستنقذين حياة علياء و عبد الرحمن.
هنا يدخل علاء بسرعة): إن عبد الرحمن و علياء قد هربا ممن يراقبوهما.
يرد عليه سيف:
-حسنًا.. إنني أعلم أين سأجدهما.. أرسل وحدة للبنك وشدد عليهم ألا يظهروا هويتهم الحقيقية ثم أرسل نور ولا تتبعها بأحد.. قد يكتشف عبد الرحمن أن أحدهم يتبعها ولا يعطيها كلمة السر.
علاء: تمام.
ثم يوجه سيف كلامه لنور:
- اذهبي الآن للبنك، أظنهما هناك الآن.
وقبل أن تخرج نور ينادي عليها سيف): كنت ستنسين البطاقة (ويمد يده بالبطاقة لها). فتأخذها وتخرج.
ويفرد قدمه على مكتبه ويقول لقد نفَّذ الطعم المطلوب منه على أكمل وجه).فيسأله علاء:
-ألن نذهب نحن؟
-لا، إننا معروفان لديهما.
-حسنًا.
يطفئ سيف سيجارته ويغلق عينيه ويقول "هكذا يكون الصيد").
يتبع....