رواية طالبة ولكن (الفصل التاسع عشر)



الأربعاء الساعة 1:30 ظهرًا في منزل نور.. تسأل نور علياء في فضول:
-ماذا هناك؟
-سأخبرك شيئًا، ولكن تصرََّفي بهدوء.
-ماذا هناك؟
-إننا مراقبون
نور(بانفعال):
-ماذا؟.. من يراقبنا؟ ولماذا؟
-أنا و عبد الرحمن،وأنتِ،وأظنأن من يراقبنا هو من أرسل خطاب التهديد.
-لنذهب للشرطة.
-أظنأن من أسباب بقائنا على قيد الحياة عدم ذهابنا للشرطة.
- ماذا تقصدين؟ أيمكنأن يقتلونا؟
-ممكن..
-لقد أخبرتك مسبقًا.. لماذا تستمرين في هذا؟
- لأن الدكتور اختارني والموضوع ضخم لقد وصل لحد القتل.. هل أضمن منك عدم الذهاب للشرطة إلا بعلمنا؟
- ولكن كيف أتصرف؟
-كأنني لم أخبرك.
-كيف؟ إنني قد أُقتَل في أي وقت.
-أعدك بالتصرف سريعًا.
- سريعًا لأي حد؟
يقاطعهما رنين هاتف علياء، فترى من المتصل وتخبر نور بأنه عبدد الرحمن، ثم تفتح الخط وترد عليه فيأتيها صوته:
- السلام عليكم
-وعليكم السلام.. أيوجد جديد؟
-أريدكماألا تتحركا اليوم من المنزل إلا للضرورة .
- لماذا؟
- سأواجه من يراقبني اليوم.. وأخشى من نتائج تلك المواجهة عليكما.
- حسنًا.. سأكون في المنزل في غضون نصف ساعة.
- حسنًا.. مناسب جدًا.
- كن حذِرًا.
-بإذن الله.. إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
تنهي علياء المكالمة وتنظر لنور، فتسألها نور:
-إلى أي حدٍّ ستكون سرعة تصرفك؟
-إن عبد الرحمن بدأ فعلًا بالتصرف.
-حسنًا، آمل أن يكون سريعًا بالدرجة الكافية.. لأنني سأذهب للشرطة غدًا.
-لا يمكن.. قد يتهموننا بتضليل العدالة.. بل قد يتهموننا بقتل الدكتور.
-أيًا كان ما سيحدث،أفضل من أن نُقتَل جميعًا.. هذا من أجلنا جميعًا ليس من أجلي فقط.

الواحدة والنصف ظهرًا في مكتب الرائد سيف..

يجلس علاء وسي،يقوم الأول بقراءة تقارير المراقبة ويعرف سيف أن عبد الرحمن قد ذهب لعيد ميلاد نور ولكنه لم يدخل الحفل.
يسأله علاء:
-ما رأي حضرتك؟
سيف يشعل سيجارة ثم يجيب على سؤال علاء:
-إنالأمر يصعب وصفه. في البداية كنت أتهمهم بجريمة القتل، ولكن بعد وقت تأكدت من براءتهم، ولكنهم استمروا بالاتصال ببعضهم البعض.. ومنذ فترة انقطع الاتصال بين علياء و عبد الرحمن.. ولكن أكثر شيءأصبحت أعلمه أن نور ليست طرفًا في هذه المعادلة.. أظننا سنستعين بها قريبًا.
- نستعين بها في ماذا؟ إننا لا نعلم ماذا نطارد.
- بل نعلم.. هناك شيء في البنك يريدونه بشدة.. وبالطبع لا يمكن لنا أن نرى ما فيه لأنها ملكيات خاصة بالبنك وقواعد الخصوصية وما إلى آخره.

يزفر دخان سجائره بعنف ويتابع): ولكنني أعتقد أن ما في الخزانة يخص اختراعات الدكتور.
-أظن ذلك أيضًا، ولكننا يمكن أن نأتي بهما هنا ونواجههما بما نعرف.
- يمكننا، ولكننا لن نكتشف ما بداخل الخزانة أبدًا.
- حسنًا.. فلننتظر.
سيف (مبتسمًا): بدأت تتعلم.

الواحدة والنصف ظهرًا في القهوة المواجهة لبيت عبد الرحمن..
يجلس عبد الرحمن على القهوة يشرب شايًا ويجلس معه أصدقاؤه بعد أن جمعهم لأنه يحتاجهم في أمرٍ ما..
يبدأ عبد الرحمن الحديث قائلًا:
- أترون الرجل الجالس هناك(يشير برأسه تجاه من يراقبه) أريدأن أعرف من هو.. افتعلوا معه أي مشكلة، ولكن لا تؤذوه أريد فقط معرفة هويته.
بعدها بقليل قام أصدقاؤه وبهدوء ركل أحدهم "الشيشة" الموجودة أمام الرجل وكأنها صدفة وبدأ في افتعال المشكلة.
وعبد الرحمن يشرب الشاي بهدوء وبتابع ما يحدث، حتى وصل الأمر لإحاطة أصدقاء عبد الرحمن بالرجل..
فصرخ الرجل: ماذا تفعلون.. إنني أعمل مع الشرطة وأستطيعأنأجعلكم تمضون ليلتكم في السجن.
هنا تفرَّق أصدقاء عبد الرحمن كأن شيئًا لم يكن.. كأنهم خائفون من تهديد الرجل فمهمتهم تمت بنجاح.. وعلموا هويته..فيقوم عبد الرحمن ويذهب لمنزله منسحبًا بصدمته.. فهو لم يتوقع أن مهدِدوه من الشرطة.. ولكن فهم في نفس الوقت أن سيف وراء كل ذلك.

في اليوم التالي الساعة 6:30 صباحًا، يرن هاتف علياء.. ردت علياء فجاءها صوت عبد الرحمن:
-السلام عليكم .
- وعليكم السلام.. ماذا هناك؟
-أنا في الطريق إليكِ.. جهزي نفسكِ لأننا سنخرج.
-كيف؟ ومراقبوننا؟
- لا يأتون قبل الثامنة والنصف ألا تتذكرين؟
- حسنًا.. سأكون جاهزة.
بعدها بقليل يتقابلان ويذهبان لأحد المطاعم المفتوحة 24 ساعة.
يتحدث عبد الرحمن أخيرًا مجيبًا على كل التساؤلات التي ظهرت على وجه علياء:
-إنهم من الشرطة..
- من هُم؟
- من يراقبوننا.
- لا يمكن.. كيف؟ هل أنت متأكد؟
- نعم.. متأكد.
- ولكن لماذا لا يطلبون حضورنا؟
-لقد كوَّنت نظرية،إنهم يعلمون كل شيء نفعله ويراقبوننا منذ البداية، ولكنهم بانتظار أن نخرج ما في الخزانة من البنك ليأخذوه.
- وكيف التصرف؟
- هناك خطة وحيدة.. ولكننا نحتاج فيها لنور.
- نور؟ مستحيل،إنها ستذهب للشرطة اليوم لا يمكن أن أجعلها تتعاون.
-إنها فرصتنا الوحيدة،إماأن تحاولي معها أو نفشل ويضيع ما في الخزانة للأبد.
- حسنًا سأحاول.. ولكن ماذا يوجد في الخزانة؟
-علي سبيل التأكيد لا أعلم، ولكنني أتخيلأن هناك مصلًاأو اختراعًاأيا كان، قد اخترعه يوسف ويخشىأن يقع في الأيدي التي تسيء استخدامه.
- ولماذا اخترعه من البداية؟
- هل تعلمين أمر "متلازمة ستوكهولم"؟
- نعم..
- هل تعلمين بكم باعه؟
- 12 مليون .
عبد الرحمن(مكملًا):
-دولار.. إنني أعلم يوسف من زمن ولكنني لم أدخل شقته ولو لمرة.. ولكن أؤكد لكي أن هذا المبلغ لم يصرفه يوسف على نفسه.
- أعتقد هذا.. فهو لم يكن يهتم حتى بهيأته.
- هل تعلمين ماذا أتصور؟.. أنه قد اخترع هذا الاختراع ليبيعه ليستخدم أمواله فيما بعد في شيء أكبر.
- كيف اخترعه؟ أظن أن الأمر نفسي أكثر منه بدني، أقصد كيف تخترع شيئًا يجعلك تحب أو تكره.
- أظن هذا ما جعله يباع وهو تحت التجربة بهذا الثمن.. ولكن يوسف كان من صفوة علماء العالم في مجاله.. هذا ما أؤكده لكِ.
-أظنأننا قد ننقذ العالم ونحن لا ندري.
- يجب أن تقنعي نور بأن تذهب للبنك هي لتأخذ ما في الخزانة.
- ولكنها مراقبة أليس كذلك؟
- ستفتح حسابًا في البنك وتذهب إليه باستمرار.. وفي مرة ستأخذ ما في الخزانة وتسلمه لنا.
- سأحاول أنأقنعها.. وإن كانت هذه الطريقة بدائية ولكني سأحاول.
- حسنًا.

يضحك ويقول) قد تنقذين العالم دون أن تدري

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك