رواية طالبة ولكن (الفصل الرابع عشر)



اليوم التالي يرن هاتف علياء،فيظهر رقم ليس مسجلًا بهاتفها:
-آلو.. من معي؟
ردَّ المتصل:
-إنه أنا عبد الرحمن، لقد غيرت رقم الهاتف، وكذلك يجب أن نقلل
اتصالاتنا إلى أقل حدظن ولن نتقابل حتى نحاول أن نفهم ما المقصود بآخر رسالتين.
-حسنًا.. ولكن إن لم نكتشفها؟
-لن نتواصل.. لا فائدة من وجودنا معًا إلا الوصول إلى ما يريدنا يوسف الوصول إليه، فإن لم نصل إليه لن تكون هناك أيّ نتيجة للتواصل سوى الخطر المحدق بنا...
علياء(مقاطعة):
-حسنًا.. ولكن هذه ليست محاولة لإقصائي..
عبد الرحمن(مقاطعًا):
-أقسم بالله إنها ليست كذلك.. إلى اللقاء.
-إلى اللقاء.
وتغلق الخط وتكمل لنفسها: "إن فهمنا الرسائل".

مرت الأيام رتيبة؛ فبعدما تعودت علياء على مستوى معيَّن من المغامرة والتخفِّي وحل الألغاز عادت للكلية لتجلس في مدرج به المئات مثلها لا يميزها عنهم شيء..وبمرور الوقت بدأت والدة علياء بالاقتناع بأن علياء قد تركت ذلك الأمر ولم تفتحه مجددًا معها..
وفي اليوم الرابع بعد المكالمة، كانت علياء تجلس عند نور في المنزل.. بدأت علياء تشكو لنور قائلة:
-إنني تعبت.. لا أجد شيئًا مثيرًا في هذه الرسائل.
فردَّت نور قائلة:
-وماذا يهمنا في ذلك؟؟لقد كانت مغامرة جميلة ولكنها انتهت.. الامتحانات قادمة ويجب أن نستعد جيدًا فقد أضعنا العديد من المحاضرات.
علياء(باستسلام):
-حسنًا، لقد وعدتك كما وعدت عبد الرحمن بالخروج من هذا الموضوع ما دمنا لا نستطيع أن نحل هذه الرسائل.
-أنتِ تعلمين أنني مُحِبة للمغامرة أكثر منك، فما بالك عندما يتعلق الأمر بسلامتك؟!
علياء(تغيِر الموضوع):
-حسنًا.. أعطني ما نسختِه من محاضرات.
نور(تقوم وتبحث على المكتب):
-ها هي المحاضرات.

تقوم علياء لتساعدها وتجدان محفظة الدكتور التي كانت معهما من قبل).

بعد المحاضرة تذهب علياء ونور لمكتب الدكتور لتسألانه عن بعض مما لم تفهماه في المحاضرة، فيرحِّب بهما ويشرح لهما، ثم فجأة وبدون أي مقدمات يستأذن ويذهب ويتركهما في المكتب.
وقبل أن تخرج تجد نور محفظة على الأرض فتفتحها وتمسك البطاقة..

لم تذهب نور أو علياء للكلية ليومين منذ الحادثة..
وقد اتفقتا أيضًا على ألا تحكيا ما عرفتاه لأحد.. فهو رجل شرير، ولكنه أيضًا رجل ميت.. فلتتركا من يريد أن يحزن عليه يحزن.. من يريد أن يعدد صفاته الحميدة يفعل، لن تمنعا أحدًا من البكاء على الأستاذ القدوة.. لن تفضحاه فالأمر اختلف الآن.
بل ستحزنان أيضًا عليه.. فللميت حرمته.. وبالفعل قد حزنتا.. ولم تأتيا بذِكر المحفظة التي أخذتها نور من علياء لاحقًا لأحد ولم يفسرًا ما اكتشفتا لأحدٍ
ظلَّ الأمر بينهما.
تمسك علياء المحفظة وتفتحها بفضول وتفرغ ما فيها من أوراق على السرير.. وتقلب كل من علياء ونور في الأوراق وتجد علياء ورقة إعلانية مكتوب بها اسم بنك ومرسوم دائرة حول اسم البنك ومكتوب بجواره:"هنا يكمن السر".
تنظر علياء لنور بعدم فهم وتتصل بعبد الرحمن.. الذي يجيب على الفور
عبد الرحمن(بلهفة):
-هل استطعتِ حلها؟
- لا، ولكنني عرفت شيئًا مهمًّا.. هل من الممكن أن تذهب غدًا إلى بنك (.. .) وتعرف لنا هل كان للدكتور حسابٌ به أم لا؟
- هل يمكنني أن أفهم؟
- عندما نتقابل.. إلى اللقاء الآن.
-حسنًا، إلى اللقاء.
بعد غلق الهاتف تنظر علياء لنور لتجد علامة الاستفهام مرسومة على وجهها..
تبتسم علياء وبهدوء:
-هل تعلمين ما سبب ك...
نور(مقاطعة بانفعال):
-لا أعلم، أخبريني بسرعة.
- يكفي أن تعلمي أن في إحدى رسائل للدكتور قال: "فالسِّرُ يكمن في البدايات دائمًا".. هل يوجد بدايات قبل المحفظة ؟

ولكنني أوصيك أن تفكر بعقلك لا بقلبك.. وركِّز في أفعالك وخطط جيدًا.. فالخطوة الأولى الأهم دائمًا.. فالسر دائمًا يكمن في البدايات (..

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك