بناء جامعة ستانفورد

منذ #قصص تاريخية

هناك العديد من الأمور المهمة التي تحدث دون تخطيط مسبق ، ولكنها تكون بمحض الصدفة التي تخلقها المواقف الحياتية ، والتي قد تؤثر بشكل جذري في مسار الحياة ، وقد كانت قصة بناء جامعة ستانفورد الأمريكية غريبة جدًا ، وقد بدأت تلك القصة خلال عام 1884م حينما نزل رجل وزوجته من القطار بإحدى المحطات الموجودة بمدينة بوسطن ، وكان الزوجان يرتديان ملابس متواضعة جدًا

مشي الزوجان بخطوات ثابتة وبقلبين حزينين ولكنهما يمتلأن بالأمل ، حيث كانت وجهتهما إلى جامعة هارفارد الشهيرة ، وكانا يقصدان مكتب رئيس الجامعة حيث طلبا من مديرة المكتب مقابلته دون أن يكونا لهما موعد مسبق معه ، ولكن مديرة المكتب شعرت أن هذان الزوجان غير جديرين بلقاء رئيس الجامعة ، مما جعلها تخبرهما بأنه مشغول جدًا ولن يتمكن من استقبالهما في ذلك الوقت أو في وقت قريب

لم ييأس الزوجان من لقاء رئيس الجامعة حيث بقيا في انتظاره لساعات طويلة ، وكانت السكرتيرة في ذلك الوقت تتجاهل وجودهما ، وكانت تأمل أن يفقدا الأمل في لقائه وينصرفا عائدين من حيث أتيا ، ولكنهما كانا متمسكين بموقفهما وإصرارهما على لقاء رئيس الجامعة ، حيث بدا أن الأمر خطير للغاية

شعرت السكرتيرة بالغضب مع مرور الساعات وهما ينتظران دون ملل أو كلل ، مما جعلها تقاطع رئيسها كي يوافق على مقابلتهما لبضع دقائق فقط حتى يرحلا ، فوافق الرئيس وهو يشعر بالاستياء والغضب ؛ حيث أن مركزه لا يسمح له بمقابلة مثل هؤلاء الفقراء ، فهو يقابل علية القوم فقط ، بالإضافة الى أنه لا يحب الملابس القطنية الرثة ؛ بل إنه كان يكره جميع من يظهرون في هيئة الفلاحين ، غير أنه اضطر للموافقة على مقابلتهما حتى يرحلا من المكان

دخلا الزوجان إلى مكتب رئيس الجامعة حيث قابلهما بفتور ، فتحدثت إليه السيدة عن ابنهما الذي قضي عام للدراسة في جامعة هارفارد العريقة ، ولكنه توفي في حادث ، وبما أن ابنهما كان يقضي أوقاتًا سعيدة أثناء فترة دراسته في الجامعة ؛ فقد اتخذا قرارًا بالتبرع للجامعة من أجل تخليد اسم ابنهما ، لم يهتم الرئيس أو يتأثر بحديث تلك المرأة بل إنه رد بأسلوب خشن قائلًا :”سيدتي لن نشيد مبنى من أجل تخليد ذكرى كل من درس في الجامعة ثم توفى ؛ وإلا فإن الجامعة ستتحول إلى غابة من المباني والنصب التذكارية”.لم تيأس السيدة من إعادة الطلب مرة أخرى حيث قالت :”نحن لا نرغبا في وضع تمثال لابننا ؛ إنما أردنا أن نهب مبنى يحمل اسمه داخل جامعة هارفارد ” ، لم يهتم رئيس الجامعة بكلام السيدة بل بدا على وجهه الاشمئزاز والسخرية من هذين الزوجين اللذين يرتديان ملابس رثة متهالكة ، فتحدث قائلًا : هل لديكما فكرة كم سيتكلف بناء مثل هذا المبنى ، لقد كلفتنا مباني الجامعة أكثر من سبعة ونصف مليون دولار

ساد الصمت في المكان برهة وظن الرئيس أنه قد يتخلص منهما في تلك اللحظة ، ولكن السيدة توجهت إلى زوجها قائلة :”مادامت هذه هي تكلفة الجامعة بأكملها ، فلما لا نبني جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟” ، فقام الرجل بهز رأسه بعلامة الموافقة ، ثم غادرا من مكتب رئيس الجامعة الذي شعر بالذهول وخيبة الأمل

سافرا الزوجان إلى كاليفورنيا وهناك قاما بتأسيس جامعة تحمل اسم ابنهما وهي جامعة” ستانفورد ” ، والتي أصبحت من أعظم وأعرق الجامعات بالولايات المتحدة الأمريكية ، ليثبت هذان الزوجان للعالم كله أن مظهرهما لم يكن هو العنوان ، حيث تعامل معهم رئيس جامعة هارفارد بذلك المنطق السيئ ، ولم يكن يعلم أنهما سيشدان جامعة من أعرق الجامعات العلمية بالولايات المتحدة

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك