ظهرت حالات الإصابة الأولى بوباء الأنفلونزا الأسبانية عام 1918م وهو الأكثر فتكًا بالتاريخ قتل حوالي 50 مليون شخص أي ثلث سكان الأرض تم ملاحظة المرض لأول مرة في أوروبا والولايات المتحدة وأجزاء من قارة آسيا قبل أن ينتشر سريعًا في جميع أنحاء العالم لم تكن هناك أدوية أو لقاحات فعالة لعلاج تلك السلالة القاتلة من الأنفلونزا ، فتم أمر المواطنين بلبس الأقنعة في المدارس والجامعات وأماكن التجمعات وتم إلقاء الجثث في أماكن مخصصة
الأنفلونزا هي فيروس يهاجم لجهاز التنفسي وهو معدي للغاية عندما يصاب الشخص بالفيروس فإنه يصاحبه السعال والعطس ويعدي الفيروس بواسطة الرزاز الصادر من المريض أو عند ملامسة أشياء المريض ، يصاب الأنفلونزا العديد من الناس مرة كل عام يكون موسم الأنفلونزا في أواخر الخريف إلى الربيع يتم دخول العديد من الأشخاص للمستشفيات نتيجة المضاعفات المرضية وتشكل المضاعفات خطورة على الأطفال والحوامل وكبار السن والمصابون بداء السكري والربو وأمراض القلب والالتهاب الرئوي وأمراض الجيوب الأنفية
منذ وباء عام 1918م وظهرت سلالات جديدة من الفيروسات والتي تنتشر سريعًا بين الناس ، حدثت الموجة الأولى من الوباء في ربيع عام 1918م كانت خفيفة بشكل عام ، عانى المرضى من الحمى والقشعريرة والتعب وعادة كانوا يتعافون بعد عدة أيام وكان عدد الوفيات منها منخفض
ومع ظهور الموجة الثانية والتي كانت شديدة العدوى في خريف نفس العام كان الضحايا يتوفون في غضون دقائق أو بعد أيام من ظهور الأعراض عليهم ، يتحول جلدهم للون الأزرق وتمتلئ رئتاهم بالسائل الذي يسبب لهم الاختناق ، من غير المعروف بالضبط أين جاءت هذه السلالة من فيروس الأنفلونزا التي تسببت في حدوث الوباء ، ولكن تمت ملاحظتها في أمريكا وأوروبا وأجزاء من آسيا قبل أن تنتشر في العالم أجمع
عرفت بعد ذلك في جميع أنحاء العالم بالأنفلونزا الأسبانية حيث تضررت أسبانيا من المرض بشدة حتى أن ملك إسبانيا ، ألفونسو الثالث عشر ، أُصيب بالأنفلونزا ، توفى عدد كبير من الشباب والجنود في الحرب العالمية الأولى وأصيب 40% من جنود البحرية الأمريكية بالأنفلونزا و36% من الجيش الأمريكي وساعد التحرك في جميع أنحاء العالم بالسفن والقطارات على نقل الفيروس ووصل عدد القتلى 20 -50 مليون ضحية ولكن المؤشرات الحقيقية تظهر نحو 100 مليون ضحية فمن المستحيل معرفة الأرقام الحقيقية في فترة انعدام السجلات الطبيبة
فقد أصيب الرئيس وودرو ويلسون بالأنفلونزا في أوائل عام 1919م أثناء التفاوض على معاهدة فرساي التي أنهت الحرب العالمية الأولى ، ” ظهر أول لقاح مضاد للأنفلونزا في أربعينات القرن العشرين في الولايات المتحدة وبحلول العقد الثاني كان بوسع منتجي اللقاحات إنتاج اللقاحات بشكل روتيني للمساعدة في السيطرة على الأوبئة المستقبلية ”كانت الأمور معقدة في فترة الحرب العالمية الأولى ، كانت أمريكا وأوروبا تعاني من نقص الأطباء والعاملين في القطاع الصحي والعديد منهم أصيبوا بالمرض وكانت المستشفيات ممتلئة بالمرضى حتى فتح المدارس وتحويلها لمستشفيات ، وأمر المسئولون المواطنون بلبس الأقنعة وإغلاق المكاتب والأماكن العامة وإقامة الحجر الصحي
تسببت الأنفلونزا في خسائر فادحة من البشر وأدت لمحو عائلات بأكملها وضرت باقتصاد الكثير من الدول واضطرت الشركات للتوقف لكن الموظفين مرضى وتم إعاقة الخدمات الأساسية كالنقل والبريد ، وبحلول صيف عام 1919م وصل الوباء لنهايته وانحصرت أعداد الموتى وبعد 90 عامًا عام 2000 أعلن الباحثون عن ثلاثة جينات مكنت الفيروس من إضعاف الأنبوب الرئوي للضحايا والإصابة بالالتهاب الرئوي البكتيري
ظهرت العديد من أوبئة الأنفلونزا ولكنها لم تكن قاتلة بنفس الدرجة عام 1958م لعام 1958م قتل نحو 2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ، وظهرت أنفلونزا الخنازير عام 2009-2010م وقتلت أعداد 12000 أمريكي ونسب منخفضة أخرى في العالم ..