قامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بصك عملة من فئة العشرين دولار عام 1850م ، وكانت عملة ذهبية تزن 33
43 جم تقريبًا ويبلغ سمكها 2 مل ، أما عن شكلها فعلى الوجه الأمامي للعملة كان يظهر تمثال الحرية ، وكان على الوجه الخلفي نسر سانت جودنس الذي يرمز للحرية والمجد
كان هذا النسر المزدوج يعتلي غصن الزيتون في إشارة للقوة والسلام ، وقد قام بهذا التصميم الرائع لتلك العملة المصمم أوغسطس سان غاودينيس ، والجدير بالذكر أنه قد تم صك 445500 قطعة دولار ذهبية فقط من عملة النسر الذهبي
وبعد مرور عدة أعوام من تداول تلك العملة الذهبية عم الكساد الاقتصادي الرهيب بالولايات المتحدة ، مما دفع معظم الشعب الأمريكي إلى تخزين الذهب ، فقررت الحكومة الأمريكية عام 1933م إصدار قانون يجرم تخزين الذهب وأيضًا التعامل به
حيث قام الرئيس فرانكلين دي روزفلت بهذا الأمر التنفيذي الذي يلزم الجميع بتسليم كل العملات الذهبية والسبائك الذهبية التي تعود ملكيتها إلى 28 أبريل عام 1933م أو ما قبل ذلك
بالإضافة إلى إصدار قانون احتياطي الذهب الأمريكي عام 1934م الذي حظر تداول العملات الذهبية الأمريكية وحيازتها ، وبهذا اضطر الناس إلى تحويل عملاتهم الذهبية إلى أشكال أخرى من العملات ، وتم جمع كل تلك العملات وتذويبها في أواخر عام 1934م
وتم الإبقاء على اثنتين من تلك العملات الذهبية فئة العشرين الدولار والمسماة بالنسر الذهبي ، وعرضهما في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي وكان من المفترض أن تكون هاتان القطعتان هما الوحيدتين في العالم ، ولكن تم اكتشاف سرقة بعض العملات من نفس الفئة
ففي عام 1944م باع أحد الوكلاء بولاية تكساس إحدى تلك العملات الذهبية النادرة وتم القبض عليه والتحقيق معه ، كما تم ضبط سبع عملات للنسر الذهبي عام 1945م ، وتم استرداد عملة أخرى منهم عام 1952م
وقد كان الملك فاروق حاكم مصر من هواة جمع المقتنيات الأثرية الثمينة والنادرة حول العالم ، فقد كان جامعًا شرها لكل ما هو أثري ونادر ، فكان يحب جمع العملات النادرة حول العالم والطوابع البريدية النادرة حتى أثواب الورق حيث جمع أكثر من 8500 قطعة عام 1944م
وقد قام الملك فاروق بشراء هذه العملة النادرة فئة العشرين دولار الذهبية والتي تلقب بعملة النسر الذهبي ضمن ما اشتراه من مقتنيات ، وعندما اكتشفت الحكومة الأمريكية ذلك طلبت رسميًا من الحكومة المصرية إعادة تلك العملة النادرة لكن الحرب العالمية الثانية قد أخرت تلك الجهود لاستعادة النسر الذهبي
وفي عام 1952م تم عزل الملك فاروق عن الحكم وتم عرض ممتلكاته لمزاد علني ، وكان من ضمن تلك المقتنيات عملة النسر الذهبي الأمريكية النادرة ، وعندما طلبت الحكومة الأمريكية استعادتها ثانيةً ، اختفت ولم يتم رؤيتها منذ هذا التاريخ حتى عام 1996م
وبعد 40 عامًا من الغموض الشديد حول مصير تلك العملة ، وعندما تم القبض على تاجر العملات البريطاني ستيفين فينيتون من قبل عملاء الخدمة السرية الأمريكية في فندق والدورف بنيويورك ، اعترف للمحققين أنه اشتراها من أحد العملاء ولكن تضاربت رواياته
حتى أسقطت التهم الموجهة ضده في النهاية ودافع عن ملكيته للعملة أمام المحكمة ، فتم تسوية القضية عام 2001م على أن تعود ملكية النسر المزدوج للحكومة الأمريكية حتى تتمكن من بيعها بمزاد علني وتعطي فينيتون نصف ما تجنيه
وقد انتهى المطاف بتلك العملة عندما تم وضعها بمكان أمن في مركز التجارة العالمي عام 2001م وقبل شهرين من تدمير مركز التجارة العالمي تم نقل العملة إلى فورت نوكس لحفظها ، وفي يوم 30 يوليو عام 2002م تم عرض تلك العملة بمزاد علني بنيويورك
واستغرق هذا المزاد أقل من 9 دقائق حيث بيعت بمبلغ 7مليون و590 ألف دولار كأغلى عملة بيعت بالتاريخ ! وتم تسليم نصف المبلغ إلى الخزانة الأمريكية وحصل ستيفن فينتون على النصف الأخر