اشتهر العرب قديمان بالبيان والحكمة فكان يضربون الأمثال التي تعرب عن واقع حياتهم العربية وتكون على الأغلب مستمدة من الأحداث الدائرة في مجتمعاتهم وتعبر عنها تعبيرًا صادقًا ، وأيضًا تعبر عن تاريخهم وكل ما يتعلق بيه .هذا من الأمثال التي تخبط الناس في تفسيرها ، فكثيرًا من الناس ما أثبته بعد أن أحكي ومنهم ما قالوا بعضهم إنما يحتاج إلى الوصية من يسهو ويغفل .فأما أنت فغير محتاج إليها لأنك لا تسهو وأما بعضهم فقال يريد بقوله بنو سهران جميع الناس لأن كلهم يسهو ، ولكن الأصوب في المعنى أن يقال إن الذين يوصون بالشيء يستولي عليهم السهر ، حتى كأنه موكل بهم وهذا يدل على صحة المعنى الذي أنشده الأعرابي من قول الراجز بقوله :أنشد من خوارة عليان مضبورة الكاهل كالبنيان
ألقت طلا بملتقى الحومان أكثر ما طافت به يومان
لم يلهها عم همها قيدان ولا الموصون من الوعيان
إن الموصين بنو سهرانويُضرب هذا المثل لمن يسهو طلب شيء أمر به أو طُلب منه ، والسهو هنا أن السهو ويجوز أن يكون صفة أي بنو رجل سهران ، وهو سيدنا آدم عليه السلام عندما عهد إليه نسى وسها ، ويقال رجل سهوان وساه أي أن الذين يوصون لا بدع أن يسهوا ، لأنهم بنو سيدنا آدم عليه السلام .