قصة أظُن مَاءكُم هذَا مَاء عِنَاقٍ


يمتلأ تراثنا العربي الأصيل بالحكم والمواعظ والأمثال منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أظُن مَاءكُم هذَا مَاء عِنَاقٍ.. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل العربي الأصيل :
قالوا كان من حديثه أن رجلاً بينما هو يستقي وبيته تلقاء وجهه فنظر ، فإذا هو برجل معانق امرأته يقبلها ، فأخذ العصا وأقبل مسرعًا لا يشك فيما رأى ، فلما رأته امرأته جعلت الرجل في خالفة البيت بين الخالفة والمتاع  ، فنظر يمينا وشمالا فلم ير شيئًا فخرج فنظر في الأرض فلم ير شيئًا ! فكذب بصره .فقالت المرأة كأنها تريه انها قد استنكرت من أمره شيئًا ما دهاك يا أبا فلان أأرعبك شيئًا ؟ فكتمها الذي رأى ومضى لحاجته فلما كان في الورد الثاني ، قالت :  يا أبا فلان هل لك أن أكفيك السقى وتودع اليوم ؟ فإني قد أشفقت عليك قال : نعم ، إن شئت ، فأقام في المنزل .فانطلقت تسقي وتحينت منه غفلة فأخذت العصا ، ثم أقبلت حتى تفلق بها رأسه فشجته ، فقال : ويلك مالك وما دهاك ، قالت : وما دهاني يا فاسق ، أين المرأة التي رأيتها معك تعانقها ؟ فقال : لا والله ما كانت امرأة ، وما عانقت اليوم امرأة .قالت : بلى أنا نظرت إليها بعيني ، وأنا على الماء فتحالفا فلما أكثرت ، فقال : ان تكوني صادقه فان ماءكم هذا ماء عناق ، وصارت جملته مثلا في الدواهي .وقال أبو عمرو  ، وروى غيره عناق ، بفتح العين ، وقال العناق والعناقة الخيبة وأنشد :
سرى لك بالعناق من سعاد  ، خيال فاجتنى ثمر الفؤاد ، وهما مستعار للخيبة والأمر المظلم من عناق الأرض ، ومنه قولهم لقيت منه أذني عناق لأنهما مسودان ولا يفارقهما السواد .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك