تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أَضلُ مِن قارِظ عَنَزَة .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة الثّل العربي الأصيل :
هو يذكر بن عنزة واقتص ابن الأعرابي حديثه ، فذكر : أن بسبه كان خروج قضاعة من مكة ، وذلك أن جزيمة بن مالك بن نهد ، هوى فاطمة بنت يذكر بن عنزة ، فطرد عنها ، فخرج ذات يوم هو وأبوها يذكر يطلبان القرظ ، فمرا بقليب فيه معسل النحل فتقارعا للنزول فيه.
فوقعت القرعة على يذكر ، فنزل واجتنى العسل حتى رفع منه حاجته ، ثم قال : أخرجني ، فقال جزيمة لا أخرجك أو تزوجني فاطمة .الأبيات الشعرية التي ذُكرت في المثل العربي الأصيل :
فقال اما وأنا على هذه الحالة فلا ولكن أخرجني ، ثم أخطبها ، فاني أزوجها فأبى وتركه ومضى ، فلما انصرف الي الحي سألوه عنه فقال : أخذ طريقا ، وأخذت أخرى فلم يقبلوا منه ثم سمعوه يترنم بهذ الشعر:فتــاة كان فتاة العبيـــــــــــــــر .. بقيها يعـــــــــــــل به الزنجبيل ..
قتلت أبـــــــاها على حبـــــــها .. فيمنعــني نيلـــــها أو تنـــــــيل ..تفرق القبيلتين :
فاتهموه وأرادوا قتله ، فمنعه قومه ، فاحتربنت بكر وقضاعة بسببه ، فكان أول سبب لتفرقهم عن تهامة ، فلما آخذوا يتفرقون قيل لجزيمة أن فاطمة قد ذهب بها ، فلا سبيل اليها ، فقال : أما ما دامت حية فاني أطمع فيها وقال في ذلك :إذا الجوزاء أردفـــــــــت الــثرا .. ظننت آل فــــاطمة الطنونـــــــا ..
وأعرض دون ذلك من همــومي .. هموم تخــــــرج الداء الدفيــــنا ..حديث أحد القارظين :
قال أبو الندا أي اذا كان الصيف ورجع الناس الى المياه ، ظننت بها على أي المياه ، هي فهذا هو حديث أحد القارظين ، وأما القارظ الثاني فليس له حديث غير أنه فقد في طلب القرظ واسمه هميم .