قد يسلب الإنسان ما هو ليس له ، وهو ما يوصف باللص أو السارق الذي يحصل على شيء ليس ملكًا له بطرق غير مشروعة ، فيكون هذا السارق صائدًا ماهرًا ، ولكن حينما يقع الصائد فريسة لغيره ؛ فإنه يعاني بشدة لأنه يرى في نفسه القدرات الخارقة التي لا يمكن اختراقها ، غير أن هذا قد يحدث في الواقع حيث أن السارق نفسه قد يتعرض للسرقة ممن هو أمهر منه .وقد وردت بعض الأمثال العربية الأصيلة في هذا الأمر لتحكي عما يحدث للسارق حينما يتعرض للسرقة ، ومن أبرز هذه الأمثال :”سُرِقَ السَّارِقُ فَانْتَحَرَ” ، والذي يعني أن السارق الذي يتعرض إلى السرقة ينحر نفسه من شدة الحزن على ما فقده ، على الرغم من أنه ليس مالكه الأصلي.قصة سُرق السارق فانتحر :
ذكرت المصادر العربية أن الأصل في هذا المثل يعود إلى قصة قديمة لرجل تمكن من سرقة شيء ما من أحد الأشخاص ، وكان بذلك يعتقد أنه فاز بالغنيمة الكبرى ، فذهب بهذا الشيء إلى السوق كي يبيعه ويحصل على ثمنه ، ولكن حدث ما هو غير متوقع على الإطلاق ، حيث أن السارق نفسه قد تعرض لسرقة هذا الشيء الذي حمله للسوق من سارق آخر كان أكثر احترافية منه ، وهو ما تسبب للسارق الأول في حالة من الحزن الشديد .قام السارق الأول بنحر نفسه حزنًا على ما فقده من شيء ليس ملكه ، ومنذ ذلك الحين ذُكرت عبارة “سُرق السارق فانتحر” ، لتصبح مثلًا عربيًا معروفًا تعبيرًا عن مدى جزع من يُنتزع من يده شيء لا يملكه من الأساس ، وتقدير هذا المثل : سُرق السارق سرقته ؛ أي مسروقة ، فانتحر ؛ أي صار منحورًا كمدًا .