قصة حظ إدغه


إدغه هي امرأة بدوية ضرب بها المثل في الحظ ، فقد كانت رغم سذاجتها المتناهية وسوء تصرفها في الموقف جيدة الحظ ، ولهذا يقال لمن ينعم بالحظ دون أن يكون ذكي أو مخطط جيد للأمور “حظك كحظ إدغه ” ، وقد تناولت العديد من الأمثال الشعبية فكرة وجود الحظ في حياة الناس ، كالمثل القائل “باخد بختي من حجر أختي” ، “الحظ لما يواتي يخلي الأعمى ساعاتي” ، وعن الحظ السيئ ذكر في الموروث الشعبي ” سبع صنائع والبخت ضائع ” ، “المتعوس متعوس لو علقوا بحلقه فانوس “، وغير ذلك من الموروث العربي الأصيل .قصة المثل :
تزوجت إدغه من رجل متزوج من أخرى ، وكانت الزوجة الأولى تتحين الفرص لإيذاء إدغه ، ولكن إدغه البدوية كانت طيبة إلى حد السذاجة والبله ، وذات يوم دخلت إدغه على ضرتها فوجدتها تلبس بيدها أساور جميلة فأعجبتها ، وسألتها من أين أتت بها ؟ فقالت الزوجة الأولى بلؤم ودهاء رزقة وجاءتني يا إدغه إن كنتِ تريدين مثلها ، فاذهبي خلف بيت الشعر وضعي يدك بالجحر الذي هناك وستجدين الرزقة .وقد كانت الزوجة الأولى تتعمد بذلك أذية إدغه ، حيث كانت تدفعها بذلك لوضع يدها في جحر الداب ، حتى يلدغها وتموت ، ولكن سبحان الله إنه حظ إدغه التي ما إن وضعت يدها حتى شعرت بشيء فلما سحبته وجدته سوارًا من الفضة ، فعادت به فرحة وسعيدة إلى بيت زوجها ، فزاد الحقد في قلب ضرتها وظلت تتحين فرصة أخرى للإيقاع بإدغه .حتى جاء اليوم الذي قررت فيه العشيرة الرحيل من وادٍ إلى أخر ، بحثًا عن الطعام والمرعى وكان من المعروف لدى البادية أنك فك بيت الشعر وتركيبه من اختصاص المرأة ، فسبق زوجهم مع الرجال لتجميع باقي الأشياء ، وطلب منهم أن يقابلوه عند مورد ماء الإبل عند الانتهاء من فك بيت الشعر ، وحمله على البعير الخاص بهم ، وحينها دخلت إدغه على ضرتها فوجدتها تأكل الكبدة ، فسألتها من أين جئتي بها ؟فقالت الماكرة : لقد بقرت بطن بعيري وأخرجت كبده لأكله ، وها هو قد تعافى ويقف أمامك الآن ، فقامت إدغه الساذجة ببقر بطن بعيرها لتخرج كبده ، فمات البعير هناك سخرت منها ضرتها وحملت بيت الشعر على بعيرها للحاق بزوجها وعندما وصلت قالت أن إدغه طلبت منها أن تسبقها وستلحقهم ببعيرها لأنها تعرف المكان ، وفي هذا الوقت كانت المسكينة إدغه وحدها في الخلا ، لا شيء معها سوى جثة بعيرها .ولما اشتدت بها الوحدة والخوف قررت أن تمشي على غير اهتداء ، لعلها تصل إلى وجهتها وبعد فترة وصلت إلى تلٍ عالي ومن خوفها وسذاجتها ، أخذت تصيح بصوت عالٍ يا أخوالي جوكم أعمامي ، فسمعها بعض الغزاة الذين كانوا جالسين أسفل التل يجمعون الغنائم التي تحصلوا عليها من غزوهم ، فظنوا أن واحدة من نساء البلد التي غزوها تهلل لقرب أعمامها للانتقام منهم .ففروا هاربين وتركوا خلفهم كل ما جمعوا من مال وحلال ، ولما حل الصباح نزلت إدغه من أعلى التل فوجدت أمامها غنائم لا مثيل لها ، فجمعته وسارت في الخلا حتى هداها الله لعشيرتها ، فلما أقبلت عليهم ورأتها ضرتها صاحت تقول مقهورة : ” يا حظ إدغه ” ، ومن وقتها صار هذا المثل يضرب في الشخص المحظوظ رغم سذاجته الشديدة ، وبلهه الزائد عن الحد .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك