الأخ هو السند الذي يبعثه الله تعالى لأخيه ، وقد يقوم الصديق بنفس أفعال الأخ ليحصل على هذا اللقب ، أي أن الأخ ليس فقط هو من تربطه صلة دم مع شخص آخر ، بل إنه هو الشخص الذي يقف بجوار أخيه في كل ظروفه سواء في السراء والضراء ، ومعنى ذلك أنه لا يتفضل عليه بشيء يسبب له الضيم والضيق ، بل إنه من حسن الخلق والأخوة أن يكون لينًا مع أخيه حتى وإن بدت القسوة منه في بعض المواقف .ومن الأمثال العربية التي تحدثت عن التهاون مع الأخ أو الصديق ومحاولة إرضائه المثل القائل :”إذا عزّ أخوك فهُن” ، وهو الذي فسرّه أبو عبيد بمعنى مناصرة الشخص لأخيه ليست بضيم ؛ بل إنه حسن خلق ، حتى وإن عاسرك أخاك فعليك أن تياسره .قصة المثل (إذا عزّ أخوك فهُن) :
ذُكر أن هذا المثل قيل على لسان هُذيل بن هبيرة التغلبي ، حيث أنه أغار ذات مرة على بني ضبة ، فغنم منهم الغنائم ، ثم أقبل على أصحابه الذين طلبوا منه أن يقوم بتقسيم تلك الغنائم عليهم ، ولكنه كان يخشى من تقسيم الغنائم في ذلك الوقت حيث قال لهم : “أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب”.رفض أصحاب هذيل الانتظار ، وهو ما جعله يقول في ذلك الوقت :”إذا عزّ أخوك فهُن” ، حيث خضع إلي مطلب أصحابه وقام بتقسيم الغنائم بينهم حينها ، ثم أنشد لابن الحمراء قائلًا :”دببتُ له الضرّاء وقلتُ : أبقى .. إذا عزّ ابن عمك أن تهونا” ، وهو يشير بذلك إلى حُسن معاملة الأخ أو الصديق حتى وإن كان هناك شدة منه في بعض الأمور ؛ فمن الضروري أن يكون الطرف الآخر لينًا هينًا معه حتى لا يتأزم الموقف بين الطرفين ، في حين أنه قد ينتهي بكل يسر وبساطة .