جملة كثيرًا ما نتداولها ولكن منا من يجهل معناها ، وشريف روما بمعناها الحرفي يقصد بها أحد نبلاء روما أو أشرافها وسادتها ، ولكن تم تحريفها في المثل الشعبي للدلالة على اللصوص ومدعين الشرف ، ومن لا يمتوا للنبل بصلة ، ولهذا المثل قصة غريبة لا تخلو من الفكاهة .قصة المثل :
في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي كانت الحركة المسرحية مزدهرة بمصر ، بينما كانت العراق تخلو من أي مسارح ففكر الفنان العظيم جورج أبيض في السفر إلى هناك وعرض مسرحية يوليوس قيصر ، وتوفيرًا للنفقات والتكاليف لم يصطحب جورج معه سوى الفنانين الأساسين ، أما الكومبارس فتركهم في مصر .وعندما وصل جورج أبيض إلى بغداد لم يجد أي مسرح يعرض عليه هذا العمل الفني ، فاختار أكبر المقاهي هناك لتكون مسرحًا له ، ولكن بقيت أمامه مشكلة وهي وجود الكومبارس فقد كان من الصعب على جورج العثور على من يؤدون هذه الأدوار ، لذا نصحه بعض الأصدقاء بالتوجه إلى منطقة الميدان.حيث كانت تعج بالسكارى والنشالين والمطيرجيه وغيرهم من فئات المجتمع التي قد تقبل بفعل أي شيء مقابل المال ، وبالفعل توجه جورج أبيض إلى هناك وعثر على بغيته وسط هؤلاء ، ودربهم على مسرحيته يوليوس قيصر ويوم العرض ألبسهم الثياب الرومانية البيضاء وأطواق اليأس ، وجعلهم يبدون كنبلاء روما .وعندما بدأ جورج أبيض عرضه في أحد المقاهي الشهيرة ، كانت المنطقة تكتظ بالناس والمتجمهرين لرؤية هذا العرض الجديد من نوعه ، وكان كل شيء يسير على ما يرام والجماهير مستمتعون ، حتى خرج عليهم حاجب الملك وقال جملته الشهيرة : فليتفضل الآن شرفاء روما لإلقاء التحية على الملك .ولما رأى الناس شرفاء روما عرفوهم فهم نشالين الحي والمتسكعين حمودي الأقرع وسعودي المخبل ، وهنا انفجر الجميع ضاحكًا على شرفاء روما النشالين ، الذين لا يعرفون شيئًا عن الشرف ، ومن هنا انطلق هذا المثل الشهير ” شريف روما” ، ليعبر عن اللصوص والنشالين ومدعين الشرف والنبل .