يعد هذا المثل واحدًا من الأمثال العامية الرائجة ، والشائع تداولها في الوطن العربي ، ويضرب هذا المثل حينما يستقي أحدهم الحكمة والمشورة من الجهلاء والحمقى ، فالشور هنا هو الشورى والنصيحة أما رأس الثور فمقصود بها رأس الأحمق الذي لا يفكر ولا يعقل كالبهائم ، ولهذا يقال : “خذ الشور من راس الثور .قصة المثل :
يُحكى في قصص التراث الشعبي أن امرأة ريفية كان لديها ثورًا ، يساعدها في أعمال الحرث والزراعة ، وفي أحد الأيام شعر هذا الثور بالعطش الشديد ، فمد رأسه لجرة صغيرة كانت موجودة في ساحة البيت ، ولكنه لم يستطع إخراج رأسه منها ، ولما كان زوج المرأة خارج البيت لم تستطع فعل شيء لمساعدة الثور ، أو استعادة الجرة سليمة فتوجهت لأحد جيرانها لجلب المساعدة .ومن سوء حظها أنه كان رجلًا يدعي المعرفة بينما هو في الحقيقة لا يعرف ، فقصت عليه القصة وطلبت منه أن يخرج رأس الثور من الجرة ، شريطة ألا يكسرها لأنها لا تملك سواها ، وبعد جهد كبير وتفكير عميق غرق فيه الجار، كي يخرج بالجرة سليمة دون أن تنكسر طلب منها سكينًا ، فلما ناولته السكين قطع به رأس الثور ولكن رغم ذلك لم يستطع إخراج الرأس من الجرة ، وبعد تفكير أخر عميق قال الرجل للمرأة لا بد من كسر الجرة كي تخرج الرأس المقطوعة .وبالفعل ناولته المرأة الفأس فكسر الرجل الجرة ، وأخرج منها رأس الثور وهو مسرور وسعيد بذكائه ، وعندما عاد الزوج إلى المنزل وجد الثور ذبيح والجرة مكسورة ! فسأل الزوجة عما حدث فقصت عليها قصتها مع جارها مدعي المعرفة ، فضرب الرجل كفًا على كف وقال حينها : ” خذ الشور من رأس الثور” ، ومن وقتها صار قوله هذا مثلًا يضرب عندما يستعين أحدهم بأحمق في مشورةٍ أو نصيحةٍ .