تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثّال العربية الشهيرة ، التي تناقلت عبر الأجيال ، ولكل مثّل عربي قصة حدثت في الماضي ، فمنها ما قيل في بيت شعري قديم ، ومنها ما قيل مباشرة بسبب حدوث قصة ما ، وانتشر المثّل وتناقلته الأجيال ، ومن تلك الأمثال هو المثّل العربي الشهير ، من ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان ، وقصة هذا المثّل كالآتي .قصة المثّل العربي الشهير :
يروى أنه في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، مرّ رجلان في أجمة كثيرة من الأشجار ، فرأى أحدهما على الأرض آثار أقدام السِباع ، فقال لرفيقه : أخشى أن يخرج علينا سبع فيقتلنا ، وليس معنا سلاح ندافع به عن أنفسنا .الدب والرفيق المغرور :
فقال له صاحبه الآخر : لا تخف ما دمت أنا معك ، وأنت تعلم مبلغ شجاعتي وقوتي ، وما كاد يتم كلامه حتى سمعا صوت دُب آتيًا ، فترك ذلك المدعى المغرور بقوته رفيقه ، وجرى نحو شجرة وصعد إلى قمتها هربًا من الدب ، وأما الآخر فاستلقى على الأرض وكتم نفَسَه!.انصراف الدب :
فلما جاء الدب دار حوله يشُمٌ بدنه فلم يجد فيه نفَسًا ، فظن أنه ميت فتركه وانصرف ، لأنه لا يأكل الميتة .من ادعى ماليس فيه كذبته شواهد الامتحان :
وبعد أن ذهب الدب نزل ذلك المدعي عن الشجرة ، وأقبل نحو رفيقه في شدة الخجل ، وسأله عن سبيل المزاح ، عما قال له الدب في أذنه ، فقال الرفيق الثاني له : هذا دب حكيم ، فلقد أخبرني أنه مادح نفسه كذاب لا يصدق ولا يعتمد عليه .المثّل العربي في كتاب الله الكريم :
ويقول الله عز وجلّ في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ
صدق الله العظيم . الآية 32 من سورة النجم .فالله سبحانه وتعالى جلّ شأنه ، منع الإنسان ونهاه عن تزكية نفسه ، أي الشاهدة لنفسه بالخير ، لأن الإنسان لا يعلم مصيره ولا يعلم ما قبل من أعماله ، والمؤمن يقدم العمل لصالح ، وهو يخاف أن يرده الله عليه وأن لا يتقبله منه .