قصة اتعَلّم الحِجَامَة في رُوسِ اليَتَامَى


تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثال الشعبية العربية ، التي تناقلها الأجيال عبر الزمان ، ومعنا المثّل العربي الأصيل الشهير : اِتعَلّم الحِجَامَة فِي رُوسِ اليَتَامَى ، وهذا المثّل يطوف جميع بلداننا العربية ، لما فيه من معنى عميق ، ويروى قصة المثّل كالتالي .تاريخ المثّل الشهير ونطقه حسب لهجة البلدان  :
كان هذا لمثّل معروف جدًا ، منذ حوالي القرن الثامن ، ويقال لمثّل في كل بلد عربي بلهجة بلده كالآتي : فيقال في اليمن : بيتعلم الحلاقة في روس القضعان ، وفي العراق يقال : يتعلم الحجامة بروس اليتامى ، وبلهجة أهل الموصل : يتعلم الحجامة بغوس روس اليتامى ، وفي فلسطين .يقال : في راس اليتيم بيتعلم الحلاق ، وفي سوريا يقال : يتعلم الزيانة بروس اليتامى ، وفي لبنان يقال : في رأس اليتيم يتعلم الحجام ، وفي مصر يقال : يتعلم الحجامة في روس اليتامى ، وفي الجزائر يقال : يتعلموا الحجامة في روس اليتامى ، وفي المغرب يقال : يا لحجامة في روس اليتامى ، ويقال أيضًا : في رأس ذا اليتيم ليتعلموا الحجامة ، وفي الكويت يقال : يتعلم التحسونة بروس القرعان .. والتحسونة أي الحلاقة .معنى مفردات المثّل الشهير :
أي : تعلم هذه الصناعة في رءوس الأيتام ، لأنهم محتاجون لمن يحجمهم بلا أجر ، فهو آمن فيهم ممن يعترض عليه إذا أخطأ .الموقف الذي يضرب المثّل الشهير فيه :
ويضرب هذا المثّل الشهير ، لمن يجعل الضعيف وسيلة لنفعه ، ولو بالإضرار به .. وقد ذكره النوري بلفظه ، فقال : انه يضرب لمن يتعلم المهنة ، فيبدأ تمرينه بما يخص المغفلين من أصحابه ، فلا يستطيع إصلاحًا ، وإنما يفسد أكثر مما يصلح.البيت الشعري الذي قيل فيه المثّل الشهير:وقد نظمه ابن أبي حجلة ، في ديوانه حيث يقول في الأبيات الشعرية :
.. وذي بُخل يَرُومُ المدحَ مِنّي .. ولا كرم لديه ولا كرامة ..
.. أُكَارِمُه بدُرّ بحور شعري .. واغرق منه في بحر اللآمة ..
.. وكَم جرّبتُ شعري في أُناسٍ .. أَحَلّوا منه ما عرفوا حرامة ..
.. كأنهمُ اليتامى حيث شعري .. تَعَلّمَ في رقابهم الحجامة ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك