إن تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثال والحكم العربية ، ونذكر مثلًا عربيًا ، ذكر في القرآن قبل أن يستخدمه الشعراء في أبياتهم الشعرية ، وقبل أن يصير مثلًا ، وهو
سقط في يده) ، ويضرب هذا المثّل العربي الشهير ، للشخص الذي يندم ، وقصة المثّل وشرحه كالتالي .معاني مفردات المثّل العربي الشهير :
قال الأخفش : يقال سقط في يده .. أي ندم ، ويقول الله تعالى ، في كتابه الكريم ، في سورة الأعراف : بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
صدق الله العظيم ، كأنه أضمر الندم ، وجوز أسقط في يده .معنى مفردات المثّل في رواية أخرى :
وقال أبو عمرو : لا يقال
أُسقِطَ) بالألف على ما لم يُسَمّ فاعله ، وكذلك قال ثعلب ، وقال الفراء والزّجّاج : يُقال : سُقط ، وأُسقط في يده : أي ندم … وقال الفراء : وسُقط أكثر وأجود .المثّل العربي الشهير في القرآن :
وقال أبو القاسم الزّجّاجي : سُقط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن ، ولا عَرفَته العرب ، ولك يوجد ذلك في أشعارهم ، والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لمّا سمعوا هذا النظم ، واستعملوه في كلامهم ، خفى عليهم وجه الاستعمال ، لأنّ عادتهم لم تجر به!.العالم النحرير والاستعمال الخاطئ :
فقال أبو نواس : .. ونشوة سقطت منها في يدي .. وأبو النواس هو العالم النّحرير ، فأخطأ في استعمال هذا اللفظ ، لأن فعلت لا يبني إلا من فعل يتعدى ، لا يقال رغبت ولا يقال غُضبت ، وإنما يقال : رغب فيّ وغُضب عليّ ، وقال : وذكر أبو حاتم : سقط فلان في يده ، أي : ندم ، وهذا خطأ مثل قول أبي نواس ، هذا كلامه .سر ذكر اليد في المثّل العربي الشهير :
وأما ذكر اليد فلأن النادم يعض على يديه ، ويضرب إحداهما بالأخرى تحسرًا ، وكما قال الله تعالى ، في كتابه الكريم ، في سورة الفرقان ، بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ
صدق الله العظيم … وقوله تعالى أيضا ، في كتابه الكريم ، في سورة الكف ، بسم الله الرحمن الرحيم (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا
صدق الله العظيم ، فلهذا أضيف سقوط النّدم على اليد .