الجريض : الغصة ، من الجرض وهو الريق يُغص به ، يقال جريض بريقه يجرض ، وهو أن يبتلع ريقه على هم وحزن ، يقال مات فلان جريضًا ، أي مغمومًا ، والقريض : الشعر ، وأصله جرة البعير ، وحال : منع ويضرب للأمر يقدر عليه أخيرًا حين لا ينفع .أصل قصة المثل :
ويعود أصل هذا المثل ، إلى أن رجلاً كان له ابن نبغ في الشعر ، فنهاه أبوه عن ذلك ، أي عن إلقاء الشعر والتفوه به ، فجاش به صدره ، أي اغتم الولد وحزن ، على ما أمره به والده ، من ترك للشعر ، ومرض حتى أشرف على الهلاك ، فأذن له أبوه في قول الشعر ، فقال هذا القول.قصة مقولة الحرب خدعة :
قيل في هذه المقولة ، أنها رُويت بفتح الخاء أو ضمها ، وقد اختار ثعلب الفتحة ، وقال: ذكر لي أنه لغة النبي ، صل الله عليه وسلم ، وهي فعلة من الخدع ، يعني أن المحارب إذا خدع من يحاربه مرة واحدة ، وانخدع له ظفر به وهزمه ، والخدعة بالضم معناها أن يخدع فيها القرن ، وروى الكسائي خُدعة – بضم الخاء وفتح الدال – جعله نعتًا للحرب : أي أنها تخدع الرجال ، ومثله هُمزة ولًمزة ولُعنة ، للذي يهمز ويلمز ويلعن ، وهذا قياس .وقيل أن استعمال تلك المقولة في الحروب ، في حال قيام حربًا بين المسلمين والأعداء ، هو أمر جائز بالطبع ، وفي ذلك اشتهرت قصة نعيم بن مسعود في غزوة الأحزاب ، وكذلك قصة محمد بن مسلمة ، في قتل كعب بن الأشرف اليهودي .وقد قال ابن حجر في فتح الباري: إن الأصل في الخداع ، وإظهار بعض الأمور دون أخرى ، هو دافع لتوخي الحذر من الآخرين ، ومن لم يتيقظ على ذلك ، فإن الأمر ينعكس عليه بالخسارة .وهنا أقر النووي أيضًا بجاوز خداع الكفار ، والأعداء في الحروب كلما أمكن ذلك ، إلى جانب استخدام الرأي في هذا الأمر ، وإظهار الشجاعة عند استخدامه ، ولهذا كان هذا الحديث ، يشير ويقتصر على ما يقصد ، مثل مقولة ؛ الحج عرفة .