كثيرًا ما نسمع هذه المقوله ، ولعل البعض يردده ، ولا يعلم معناه ولا من القائل ، أنا جُذيلُهاَ المُحكّكُ وعُذَيقُها المرَجّبُ ، والقائل هذه المقوله هو : الحباب بن المنذر .معنى مفردات المثّل :
والجذيل : هو تصغير الجذل ، وهو أصل الشجرة ، والمحكك : هو الذي تتحكك به الإبل الجربى ، وهو عود ينصب في مبارك الإبل ، تتمرس به الإبل الجربى ، والعذيق : تصغير العذق ، بفتح العين ، وهو النخلة .باقي مفردات المثّل :
والمرجب : هو الذي له رجبة ، وهي دعامة تبنى من الحجارة ، وذلك إذا كانت النخلة كريمة ، وطالت تخوفوا عليها أن تنقعر من الرياح والعواصف ، وهذا تصغير يراد به التكبير.الشعر الذي قيل فيه المثّل :
فيقول لبيد : وكل أناس سوف تدخل بينهم .. دويهية تصفر منها الأنامل ، يعني الموت ، وقال أبو عبيد : هذا قول الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري ، قاله يوم السقيفة عند بيعة أبي بكر، يريد أنه رجل يستشفى برأيه وعقله .قصة المثّل:
لمّا قبض النبي صلّ الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار إلى بن عبادة في سقيفة بني ساعدة ، فأتاهم أبو بكر وعمر من المهاجرين رضي الله تعالى عليهم جميعًا ، فتكلم أبو بكر، والقصة مشهورة ، وتكلم رجل من الأنصار ، وهو الحباب بن المنذر فقال : أنا جُذيلُهاَ المُحكّكُ وعُذَيقُها المرَجّبُ ، منا أمير ومنكم أمير ..وكما ذكرنا فالجذيل تصغير جذل بكسر الجيم وتفتح ، وبالذال المجمعة الساكنة ، والجذل : ما عظم من أصول الشجر ، أو أصل الشجر وغيرها بعد ذهاب الفرع ، والجمع أجذال وجذولة ، وقال امروء القيس : كأن على لباتها جمر مصطلي .. أصاب غضا جزلا وكف بالجذال ..