أي جاءوا جميعًا لم يتخلف منهم أحد ، وليس هناك بكرة في الحقيقة. وقيل أن البكرة تأنيث البكر وهو الفتي من الإبل ، ويصفهم بالقلة أي جاءوا بحيث تحملهم بكرة أبيهم قلّة .وقيل : البكرة ها هنا التي يستقى عليها ، أي جاءوا بعضهم على أثر بعض كدوران البكرة على نسق واحد ، وقيل : أرادوا بالبكرة الطريقة ، كأنهم قالوا : جاءوا على طريقة أبيهم ، أي يتقيلون أثره .وقال ابن الأعرابي : البكرة جماعة من الناس ، يقال : جاءوا على بكرتهم وبكرة أبيهم ، أي بأجمعهم ، فعلى قول ابن الأعرابي يكون (علي) ، في المثل بمعنى مع ، أي جاءوا مع جماعة أبيهم ، أي مع قبيلته ، ويجوز أن يكون على من صلة معنى الكلام ، أي جاءوا مشتملين على قبيلة أبيهم ؛ هذا هو الأصل ، ثم يستعمل في اجتماع القوم ، وإن يكونوا من نسب واحد ، ويجوز أن يراد البكرة التي يستقى عليها ، وهي إذا كانت لأبيهم اجتمعوا عليها متسقين ، لا يمنعهم عنها أحد ، فشبّه اجتماع القوم في المجيء باجتماع أولئك على بكرة أبيهم .