قصة طير شلوى


حينما ينعتك أحدهم بطير شلوى لا تجزع ، فهي ليست سبة أو تقليل من شأنك إنما على العكس ، هي مقولة تضرب في الشجاعة وتقديم العون للآخرين ، ولطيور شلوى قصتان ورد ذكرهما في الموروث الشعبي القديم وبعض الكتب .القصة الأولى :
يحكى أن جدة فقيرة تدعى شلوى كانت تقوم على رعاية أحفادها الأيتام من بنتها ، وكانت الجدة تسكن بهم في أحد مضارب قبيلة عربية تدعى شمر ، ولفقر الجدة كانت تتودد للجيران وتطلب منهم طعامًا لإطعام الصغار ، وكانت جملتها الشهيرة لهم ” ما عندكم عشاءً لطويراتي ” .وعندما علم شيخ من شيوخ القبيلة يدعى عبد الرحيم الجرباء بأمر شلوى وطيورها ، أمر ببناء بيت للجدة وتعهدها هي والأطفال بالرعاية ، وكان الشيخ دائمًا يوصي خدمه عند إقامة الولائم بقوله : ” لا تنسوا طيور شلوى” .وحينما شب أحفاد شلوى وصاروا شبابًا ، وقعت القبيلة في مأزق فكانت بين مطرقة الجيش التركي الذي يفرض عليها الإتاوات ، وسندان قبيلة أخرى طامعة في سلبها ، فأخذ الشيخ عبد الرحيم يتشاور في الأمر مع رجاله ، الذين استقروا على عدم الرضوخ وقرروا مواجهة الأعداء .وبينما هم يتساءلون عن الفرسان الذين سيبدءون بهم شن الهجوم ،  امتطى أحد الفرسان فرسًا وهجم وحده باتجاه جيش الأتراك وهو يقول ” أنا سأتصدى لهم وأنا طير شلوى ، فقد كان هذا الفارس النبيل أحد أحفاد الجدة شلوى ، ومن حينها صار هذا المثل يضرب في كل فارس شهم وشجاع يتصدى للعقبات والشرور .القصة الثانية :
وردت قصة أخرى لطيور شلوى في كتاب أوراق جوفيه لمعاشي بن ذوقان العطية ، ويحكى الكاتب في هذه القصة أنه كان هناك شابًا يدعى محمد طلب منه والده القعيد أن يزوجه ، فوجد له الشاب فتاة تدعى شلوى وقد ظن والد الفتاة أن الخاطب هو محمد ، ولكنه عندما علم بأن الأب هو الخاطب لم يرجع في الزيجة .وبالفعل تمت الزيجة وساعد محمد أباه المقعد في التهيؤ للزواج ومعاشرة زوجته ، ولكن تسببت هذه المعاشرة بموت المسن فرحلت بعدها شلوى إلى أهلها ، وبعد سنوات كان أفراد العشائر يتجمعون على مورد للماء ، وكان كلما مر بهم محمد وجد رجلًا ومعه طفلًا يقسو عليه ، وكان محمد يشعر بعاطفة غريبة تجاه الطفل .فأخذ يبحث عن أهله ليتبين أمر الرجل القاسي ويخبرهم بما يراه ، فلما وصل محمد لأهل الطفل علم أن شلوى هي أمه ، وأخبرته أن الطفل أخيه لأبيه وأنها تزوجت ذلك الرجل بعد وفاة أبيه المسن ، وكانت حامل في طفلها ولكن زوجها لا يتقبل فكرة أن الطفل ليس ابنه .وهنا قرر محمد أن يلجأ لأحد الحكماء العوارف في حل القضية ، وكان العارف من قبيلة آل مرة فذهب محمد بالطفل والرجل إليه ، طالبًا منه أن يعرف إن كان الطفل أخيه أم لا ؟ وكان لهذا العارف ابنةً على درجة عالية من الفراسة ، فطلب منها أن تصطحب الصغير معها كي يساعدها في تجميع صغار الأغنام ، وطلب منها أن تراقب سلوكه وتصرفاته أثناء فعل ذلك .فلما عادت الفتاة إلى أبيها قالت له: ” أشهد إنه ولد عود وبكر بنت!” ، ومن هنا حكم العارف أن الطفل أخو محمد من أبيه وأمه شلوى البكر ، وكان إخوان شلوى يفتخرون بها حيث كانت تعرف أسرتها باسمها فيقولون طيور شلوى أو إخوان شلوى ، فيبدو أن شلوى من النساء اللاتي اشتهرن بعمل أشياء جيدة آنذاك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك