هو واحد من الأمثال العراقية الشهيرة التي تداولها الشعب العراقي جيلًا بعد جيل ، ويضرب المثل حينما يكون أحدهم في وادٍ والبعض في وادٍ أخر ، لا يفكر فيما تفكر فيه جماعته ولا يتفاعل معهم عند الحاجة ، وللمثل العراقي عرب وين وطنبورة وين قصة شهيرة سنسردها على مسامعكم .قصة المثل :
كانت طنبورة امرأة عراقية صماء وبكماء ولندرة النساء في زمانها بسبب عدم قيام الحرب ، تزوجت من رجل يدعى عرب وكان زوجها رجل فقير لحافه الأرض وغطائه السماء ، وقد عود عرب زوجته على طباعه منذ الزواج ، فكان إذا أرادها فرش عباءته على الأرض فتنام عليها طنبورة حتى يقضي منها وترًا .وقد أنجبت طنبورة لزوجها ستة من الأبناء الصغار ومع الفقر وضيق الحال ، صعبت عليهم الحياة وضاقت بهم السبل ، وما زاد الأمر صعوبة هو فيضان نهر دجلة الذي اجتاح المكان ، حيث كانوا يسكنون بالقرب من النهر .وبسبب الفيضان بدأ الناس بالهرب والرحيل وحملوا معهم ما خف وزنه وغلى ثمنه ، ولأن طنبورة كانت صماء لم تشعر بذلك الفيضان ولم تسمع الصراخ والعويل بالخارج ، ولما جاء زوجها مسرعًا إلى المنزل فرش عباءته كي يجمع بها ما خف حمله وغلى ثمنه من متاع .ولكن طنبورة لم تفهم ما فعله زوجها وظنت أنه يطلبها للفراش كعادته معها ، فنامت وهيئت نفسها ظنًا منها أن زوجها يريد أن يطارحها الغرام ، فلما وجدها عرب هكذا اغتاظ كثيرًا وتأفف ثم قال عرب وين وطنبورة وين ، أي أنا في وادٍ وطنبورة في وادٍ أخر ، ومن وقتها صار هذا المثل يضرب في مثل تلك الحالة .وينطبق هذا المثل أيضًا على ما حدث أثناء قيام الثورة الفرنسية والتي تعرف بثورة الخبز في فرنسا ، حينما خرج الناس ثائرين على النظام من الجوع وهم يطلبون الخبز ، فتعجبت الملكة ماري أنطوانيت وقالت : ولماذا لا يأكلون الكيك ! كان الفرنسيون هنا يمثلون عرب والملكة تمثل طنبورة التي كانت تعيش في وادٍ أخر غير واديهم .