قصة كريم سبلا


لقد اشتهر العرب بالعديد من الخصال ولعل أشهرها كانت المروءة والكرم ، فكرم العربي معروف ومعترف به بين كل البلدان ، فنحن ما دخل إلينا ضيف إلا أكرمناه وما طرق بابنا غريب إلا أدخلناه ، وما أتانا عابر سبيل إلا وخرج من ديارنا بعدما أغدقنا عليه من فضل الله .ولأن الكرم سمة أصيلة وخصلة من خصال العرب ، ضرب به الكثير من الأمثال ، ومن تلك الأمثال العربية التي ذاعت بين جموع العرب ، تعبيرًا عن الكرم هو المثل القائل ” كريم سبلا ” ، أي حينما ينعت أحدهم فلان بالكرم فيقول إنه كريم سبلا .قصة المثل :
ولهذ المثل قصة تخص الشيخ أرحمة بن عبدالله بن سعد بن عجيان بن بقار ، الذي ولد عام 1709م في قفار من نواحي حائل الواقعة بشمال المملكة ، كان للشيخ أرحمة مشيخة الإسلام في الزمن القديم ، وكانت داره لا تخلو من الضيوف والزوار ، وقد اشتهر هذا الشيخ بالكرم والجود .وكانت له لحية طويلة اعتاد أن يسبلها في حضرة ضيوفه ، ويسبلها أي يمشطها بيده وكان لسبل اللحية عند الشيخ أرحمه وأهل بيته مغزى أخر ، فسبل اللحية كان إشارة منه لأهل بيته وخدمه ومن حوله كي يقوموا بتقديم واجب الضيافة للضيف ، فكانت تنحر الجزور لتقديم الوليمة للضيف ، وكان الحضور من جماعته يفهمون من سبله للحيته أن هناك وليمة تعد .ويذكر أن الشيخ أرحمة بن بقار كان إلى جانب كرمه مغوارًا ، فقد قاد قبيلته ضد الفضول وقت أن كانوا يسكنون الجبلين قبل جلائهم ، وقد كان له النصر في تلك المعركة ، وعاش الشيخ كريم سبلا أو أرحمة بن بقار حتى تقدم به العمر ومات عام 1789م .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك