قصة كذلك النجار يختلف


لا يتشابه الناس في كل شيء ، وكذلك كل الأشياء في الوجود من كائنات حية وجمادات تختلف في كثير من الأشياء ، حتى وإن كان هناك من هم من نفس الفصيلة ، فلابد من الاختلاف في بعض الأمور أو في كثيرها ، فالاختلاف هو طبيعة الحياة على وجه الأرض ، وقد خرج من أفواه العرب الكثير من الأمثال الشعبية التي تتحدث في أمر الاختلاف ، ومن بين هذه الأمثلة التي بدت لها قصة طريفة وغير واقعية مثل “كذلك النجار يختلف”قصة المثل :
“كذلك النجار يختلف” ، والنجار هنا بمعنى الأصل ، وقد ذُكر أن هذا المثل قد قيل حينما كان هناك ذات مرة ثعلبًا والذي كان يريد أن يشرب ؛ فنظر في أسفل بئر فإذا به دلو ماء ، فقام الثعلب بركوب الدلو الأخرى ، وهو ما تسبب في ارتفاع الدلو الموجودة بأسفل البئر أثناء انحدار الأخرى ، وبذلك استطاع الثعلب أن يشرب ، ولكنه بقي في البئر .جاءت الضبع فيما بعد ونظرت إلى داخل البئر ، فوجدت الثعلب في الدلو ، والذي حدثها قائلًا : “انزلي فاشربي” ، فقامت الضبع بالجلوس في الدلو الذي كان قد ارتفع بعد انحدار الثعلب ، ثم ارتفعت الدلو التي تحمل الثعلب مرةً أخرى بعد أن انحدرت الدلو التي حملت الضبع ، وحينما وجدت الضبع أن الثعلب يرتفع بينما تنحدر هي إلى أسفل ، فسألته قائلة :”إلى أين أنت ذاهب؟”أجاب الثعلب في ذلك الوقت على الضبع بقوله :”كذلك النجار يختلف” ، وهي العبارة التي أصبحت مثلًا شعبيًا متداولًا بين العرب بعد ذلك ، على الرغم من أن القصة غير واقعية لأن أبطالها من الحيوانات التي يجهل البشر لغاتها ، إلا أن هذا المثل قد انتشر بهذه القصة الخيالية ، وقد روى أبو محمد الديمري هذه العبارة بمعنى آخر حيث قال :”كذلك التجار يختلف” ، وهو يتحدث هنا عن جمع كلمة تاجر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك