تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثال الشعبية العربية ، التي تناقلها الأجيال عبر الزمان ، ومعنا المثّل العربي الأصيل الشهير : الجواب ينقري من عنوانه ، وهذا المثّل يطوف جميع بلداننا العربية ، لما فيه من معنى عميق ، ويروى قصة المثّل كالتالي .مفردات المثّل :
الجواب : يريدون به الكتاب ، أي : يتراسل به الناس ، والعلوان بكسر أوله عندهم ، والصواب ضمه ، وهو لغة صحيحة في العنوان .المقصود من المثّل :
والمعنى المراد من المثّل القائل : الجواب ينقري من عنوانه ، أن في عنوان الكتاب ما يدل على ما فيه من خير وشر ، ويضرب المثّل في الأمور التي تعرف خوافيها من ظواهرها .وفي معناه أيضًا قولهم : خذ الكتاب من عنوانه .. إلا أنهم استخدموا فيه الكتاب بدل الجواب ، وأتوا بالعنوان بالنون ، وقريب منه أيضًا قولهم : الخير يبان على الضبة .المثّل في الأبيات الشعرية ، وللعباس بن الأحنف ، في نَمّ الدمع على ما يكتمه العاشق :لا جَزَى الله دَمعَ عيني خيرًا .. وجَزَى الله كُلّ خيرٍ لِسَاني ..
.. نَمّ دمعي فليس يَكتُم شيئا .. ورأيتُ اللّسانَ ذا كتمانِ ..
.. كُنتُ مثلَ الكتابِ أَخفَاهُ طَيٌ .. فاستدلّوا عَلَيهِ بالعُنوَانِ ..هكذا رواه الشريشي في شرح المقامات ، واقتصر ابن أبي حجلة في ديوان الصبابة ، على البيتين الثاني والثالث ، وروايته للثاني :بَاحَ دَمعِي فَلَيسَ يَكتُمُ سِرًا .. ووجدتُ اللّسَانَ ذَا كِتمَانِ ..