تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : مالك بتجري وما بتدري ؟ قال نسيب نسيبي في الساحل ! .. قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، وتدور أحداث قصة المثّل كالتالي .معنى مفردات المثّل الشهير :
والنسيب ، بكسرتين : تعني الصهر ، أي : ما لك مهتم بالجري ذاهلاً ، لا تلوي على شيء ؟ فقال : إن صهر صهري بالساحل .المثّل الشهير واختلافه من بلدة لأخرى :
وفي بعض البلدان العربية يروي المثّل ، مالك بتجري وتنطرشي ؟ قالت : نسيب نسيبي راكب فرس .. وهنا الخطاب للأنثى ، ومعنى تنطرشي : تقعين على وجهك عاثرة.
ويقال في إحدى البلدان الأخرى ، مالك بتجري وتشلحي ؟ قالت : مفتاح القوالح معي ، وهنا في نجد جمع بين الحاء والعين في السجع ، وهو عيب ، وهو في الأمثال الريفية ، ومعنى القوالح : كيزان الذرة بعد فرط الحب منها ، وهم يستعملونها في الوقود ، ومعناه : أي لما تجرين وترفعين ثيابك ؟ فقالت : لأن معي مفتاح القوالح وقد أصبحت قيمة عليها ، يُضرب للمهتم والمتفاخر بشئ لا قيمة له.ويقال في إحدى البلدان الأخرى ، مالك بتقاوي من غير تقاوي ؟ والله حسابك ما جايب همه… ويؤدي بنا أيضًا لنفس المعاني السابقة .المعنى المقصود من المثّل الشهير :
ويقال هذا المثّل للشخص الذي يهتم بالافتخار بشخص بعيد عنه لا يشرفه .