قصة لا له في الثور ولا في الطحين


تعتبر الحارة المصرية هي المنبع الأول للأمثال الشعبية المصرية ، فالإنسان البسيط الذي كان يقطن الحارة كان يتميز بفصاحة اللسان ، فمن كثرة احتكاكه بالمواقف والأمور التي تحدث أمامه كل يوم ، كان يبدع في إخراج الأمثال الشعبية والتلفظ بها بما يتناسب مع المواقف الحياتية المختلفة .وبطبيعة الحال كانت تلك الأمثال تنتقل من جيل إلى أخر ، فلا تندثر ويدوم انتشارها ، ويضرب هذا المثل القائل : لا له في الثور ولا في الطحين في الشخص الذي يتدخل في موقف معين ، لا علاقة له به من قريب أو بعيد سواء كان هذا بإرادته أو رغمًا عنه .قصة المثل :
تعود قصة هذا المثل إلى الأزمان القديمة التي كان يكثر بها التقشف والجفاف في الشارع المصري ، فقد كان حينها الفقراء والمساكين الذي لا يجدون قوت يومهم يتجمعون أمام مطاحن القمح ، حتى يعطف عليهم الأغنياء وأصحاب المطاحن ويمدونهم بقليلٍ من الطحين ، ليعودوا لأبنائهم وذويهم بأي شيء يسد الرمق .وكانت الطواحين بتلك المطاحن يجرها ثور كبير ، فقد كانت عملية الطحن تقع على عاتق الثور الذي يلف الطاحونة طيلة النهار ، وكان أصحاب المطاحن والأغنياء عندما يضيقون ذرعًا بالفقراء كانوا يقومون بطردهم قائلين لهم : اذهبوا من هنا فأنتم لا لكم في الثور ولا في الطحين ، أي لا علاقة لكم بعمل الثور أو الطحن ولا فائدة من وجودكم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك