كلما كبر الإنسان في السن ؛ كلما اكتسب أشياءًا وفقد أشياءًا أخرى ، وأكثر ما يفقده الإنسان على مدار رحلته الحياتية هي صحته التي تبدأ في الذبول حتى تسقط أوراقه في نهاية العمر ، لذا فإن المسنين قد يفقدون قوتهم الجسدية وكذلك العقلية ، ومن هنا قد يأتي بعض الأشخاص ليصححوا لكبار السن أخطائهم الواردة في أي مجلس ، وقد اشتهرت مقولة “إن العصا قرعت لذي الحلم” التي تعبر عن قصة في هذا الإطار ، فما هي قصة هذه المقولة .قصة إن العصا قرعت لذي الحلم :
كان هناك رجل من حكماء العرب يُدعى “عامر بن الظرب العدواني” ، وقد اشتهر بحكمته التي لا يعادلها حكمة وبفهمه الذي لا مثيل له في كافة الأمور ، لذلك حاز على لقب “ذي الحلم” ، ولكنه حينما كبر في السن ؛ أصبح مثله مثل أي إنسان يفقد بعض عقله نتيجة لتلك الشيخوخة .وكان عامر العدواني في هذه الفترة لازال يفطن إلى ما حدث له بعد أن دارت به الحياة دورتها الطبيعية ، غير أنه كان ذكيًا واعيًا لغياب عقله بعض الشيء ، وهو ما جعله يطلب من أولاده أن ينتبهوا لأفعاله حيث قال لهم :”لقد كبرت سني ، وعرض لي سهو ، فإذا رأيتموني خرجت من كلامي ، وأخذت في غيره ، فاقرعوا لي المجنّ (الترس) بالعصا”.وبالفعل بدأ أبنائه ينتبهون كلما تحدث ، وكان كلما خرج عن حديثه أو سها بعض الشيء ؛ كانوا يقومون بقرع العصا من أجله ، فينتبه لما يفعله ، ومنذ ذلك الحين اشتهرت مقولة “إن العصا قرعت لذي الحلم” ، لتدل على أنه لا يوجد إنسان على وجه هذه البسيطة أكبر أو أقوى من أن يصاب بأمراض الشيخوخة اللعينة .