هناك الكثيرين ممن ينخدعون في هذه الحياة في العديد من الأمور ، ولكن من تنكشف عنه الغمة ويعرف أمر خداعه فإنه بذلك قد أفلت من سوء الخداع ، وفي ذلك قيل “إن المعافى غير مخدوع” ، وهو مثل عربي شهير ، فما هي قصة هذا المثل ؟ ، ومن هو قائله ؟.قصة إن المعافى غير مخدوع :
يُذكر أنه كان هناك رجل من بني سليم يُعرف باسم “قادح” ، وكان موجود في زمن أمير معروف بكنية “أبي مظعون” ، وكان في ذلك الزمن رجل من بني سليم أيضًا يُسمى “سليط” ، والذي قام بتعليق امرأة قادح التي واعدته ، فقابل سليط قادحًا ليخبره بأنه قد قام بتعليق جارية لأبي مظعون ، ثم طلب منه أن يجلس مع أبي مظعون ليقابل هو الجارية .وطلب سليط أيضًا من قادح أن ينتبه إذا وجد أبا مظعون يقوم من مجلسه ، بحيث يصفر له حتى ينهي جلسته مع الجارية ، ووعده أن يعطيه كل يوم دينار ، وكان أبو مظعون هو آخر من يقوم من المجلس ، ففعل قادح ما أمره به سليط كي يأخذ حذره ، وذات مرة ورد اسم النساء في المجلس ، فتحدث أبو مظعون عن جواريه ومدى عفافهن ، فسخر قادح قائلًا : “ربما غر الواثق وخدع الوامق وكذب الناطق وملت العاتق..”.ثم أكمل قادح قوله إلى أبي مظعون في إشارة منه إلى أنه ينخدع في جواريه ، حيث قال له :”لا تنطقن بأمر لا تيقنه .. يا عمرو إن المعافى غير مخدوع” ، وكان عمرو هو الاسم الحقيقي لأبي مظعون ، فعلم أبو مظعون أن هناك أمر ما يحدث دون علمه ، وحينما انفضّ المجلس وذهب الناس ، قام بالوثب تجاه قادح ثم خنقه طالبًا منه أن يصدق في حديثه .وحينما قال قادح ما حدث ؛ علم أبو مظعون أن سليط قد قام بخداعه ، فأخذه من يده ثم مرّ به على الجواري ، ليجدهن في أعمالهن دون أن تنقص منهن واحدة ، ثم انطلق به في اتجاه منزله ، لتكون الصدمة الكبرى حيث يكتشف قادح خيانة زوجته له مع سليط الذي تمكن من خداعه ، فتهكم منه أبو عمر قائلًا : “إن المعافى غير مخدوع” ، فأخذ قادح السيف ولكنه لم يستطع قتل سليط الذي هرب ، غير أنه قتل زوجته .