تراثنا العربي الأصيل مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : من عَاشِرِ الزّبَدَانِي فاحت عليه رَوَايحُهُ .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل الشعبي العربي الشهير :
أصل هذا المثل لأهل الشام ، ثم نقله عنهم المصريون ، لأن الزبداني جهة بالشام يجلب منها التفاح الجيد ، الطيب الرائحة ، فالذي يعاشر بائعه يغنم طيب رائحته .أصل ذكر المثّل الشعبي العربي الشهير :
والمثّل من قديم الزمان عرفه العامة ، وأورده الأبشيهي في
المستطرف
بلفظه ، وذكره أيضًا المحبي في خلاصة الأثر في ترجمة إبراهيم بن محمد المعروف ابن الأحدب الزبداني ، على أنه من أمثال المولدين ، وقال :
إنهم يعنون تفاح تلك الناحية أو أهلها ، والإضافة لأدنى ملابسة
خلاصة الأثر .أبيات شعر قديم في المثّل الشعبي العربي الشهير :
وأنشد البدري في نزهة الأنام في محاسن الشام لبرهان الدين الفيراطي ، وقال :دِمَشقُ وافَي بِطِيبِ .. نَسِيمِهَا المُتَدانِي ..
.. وصحّ قولُ البرايا .. مَن عاشر الزّبدانِي ..أبيات شعر قديم في المثّل الشعبي العربي الشهير: وأنشد ابن إياس في حوادث سنة 802هـ ، من تاريخه لبعضهم في نوع من الزجل :من عاشر الزبداني .. فاحت عليه روايحو ..
ويحترق بشرارو .. من عاشر الحداد ..المقصود من المثّل وحديث رسول الله :
والمقصود من هذا المثّل ، أن في معاشرة الطيبين تكسب المحامد ، وهو من قوله ، عليه الصلاة والسلام ، حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
مثل الجليس الصالح كالعطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه ). صدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم .