تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أَسرَع من نِكاح أُم خَارجَة .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل العربي الأصيل :
أم خارجة : هي عمرة بنت سعد بن عبد الله بن قدار بن ثعلبة ، كان يأتيها الخاطب فيقول خطب ، فتقول نكح ، فيقول انزلي فتقول أنخ .وقد ذكر أنها كانت تسير يومًا وابن لها يقود جملها ، فرفع لها شخص ، فقالت لابنها : من ترى ذلك الشخص ؟ قال : أراه خاطبًا ، فقالت : يا بني تراه يعجلنا أن نحل ماله ألف غله ، وكانت ذواقه تطلق الرجل إذا جربته ، وتتزوج آخر ، فتزوجت نيفا وأربعين زوجًا ، وولدت عامة قبائل العرب .وتزوجت رجلا من اياد فخلعها منه ابن أختها خلف بن دعد ، فخلف عليها بعد الأيادي بكر بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان ، فولدت له خارجة ، وبه كنيت وهو بطن ضخم من بطون العرب ، ثم تزوجها عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا ، فولدت له سعد أبا المصطلق والحيا وهما بطنان في خزاعة .ثم خلف عليها بكر بن عبد مناة بن كنانة فولدت له ليثًا والديل وعريجا ، ثم خلف عليها مالك بن ثعلبة بن داود بن أسد ، فولدت له غاضرة وعمرا ، ثم خلف عليها جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر من قضاعة ، فولدت له عرانية بطنا ضخمًا ، ثم خلف عليها عامر بن عمرو بن لحيون البهراني من قضاعة ، فولدت له ستة : بهراء وثعلبة وهلالاً وبيانًا ، ولخوة والعنبر ، ثم خلف عليها عمرو بن تميم ، فولدت له أسيدًا والهيجم .مقولات في التراث عن أم خارجة :
قال المبرد : أم خارجة قد ولدت في العرب في نيف وعشرين حيا من أبا متفرقين ، وقال حمزة : وكانت أم خارجة هذه ومارية بنت الجميد العبدية وعاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمية وفاطمة بنت الخرشب الانمارية والسواء العنزية وثم الهنزازية وسلمى بنت عمرو بن زيد بن لييد أحد بني النجار وهي أم عبدالمطلب بن هاشم ، اذا تزوجت الواحدة منهن رجلا وأصبحت عنده كان أمرها إليها ان شاءت أقامت وان شاءت ذهبت ، ويكون علامة ارتضائها للزوج أن تعالج له طعاما إذا أصبح .