قصة أتجر من عقرب


هناك من الناس من يستطيع أن يجعل من نفسه أيقونة مميزة في عصره سواء في صفة إيجابية أو سلبية ، لدرجة تجعل من حوله يرددون اسمه باستمرار أو يستخدمونه في أمثالهم ، وهو ما حدث قديمًا مع تاجر يُدعى عقرب ، حيث أخرج الناس مثلًا يحمل اسمه مع صيغة الأفضلية في التجارة والمماطلة لتوضيح مدى نبوغه في هذين الشيئين ، وقد ورد هذا المثل في عبارة “أَتْجَرُ مِنْ عَقْرَبٍ” ؛ أو في عبارة أخرى ورد ذكرها أيضًا مقترنة مع هذا المثل وهي : “‏أمْطَلُ من عَقْرَب”.قصة أتجر من عقرب :
ورد هذا المثل على لسان أهل المدينة وقد حكاه الزبير بن بكار ، ويقال أن عقرب هذا كان اسم لتاجر من تجار المدينة ، وكان يتميز رهط أبي عقرب بأنه أكثر الرجال تجارةً ، كما أنه كان أكثرهم تسويفًا ومماطلة ، حتى ضُرب بتجارته ومطله المثل ، وكان هناك عامل الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب ، والذي كان يتميز بين الناس بأنه أشدهم اقتضاءًا .تحدث أهل المدينة عن عقرب والفضل ، حيث أنهم قالوا :”ننظر الآن ما يصنعان” ، وحينما حلّ المال لزم الفضل باب عقرب ، كما أخذ معه حمارًا كان له يُدعى السحاب ، ثم جلس يقرأ القرآن على بابه ، فبدا عقرب غير مكترث بما يفعله الفضل ، وهو ما جعل الفضل يعدل عن ملازمة باب عقرب ، حيث تحول إلى هجاءه ؛ وذلك في قوله :”قد تَجَرَتْ في سُوقِنَا عقربٌ .. لا مَرْحَباً بِالْعَقْرَبِ التاجِرَهْ .. كلُّ عدوٍّ يُتَّقَى مُقْبلاً .. وعقربٌ يُخْشَى من الدَّابِرَهْ”.وهكذا أصبح اسم عقرب مماثلًا لهذين المثلين “أتجر من عقرب” و “أمطل من عقرب” على لسان أهل المدينة ، نتيجة لشهرته في التجارة والمماطلة في ذات الوقت ، وهو ما رآه الناس شخصًا مميزًا بينهم سواء في شيء محمود أو مذموم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك