هو أحد الأمثال الشعبية ذائعة الصيت التي انتشرت قديمًا ، والتي تضرب فيمن يبحث عن الأمر بعد مضي أوانه ، ويقال أن هذا البيت للشاعر عروة الرحال ، قالها فيما قال عن امرأة متصابية انخدع بمظهرها ، واستخدامها للعطارة في التزيين ، فالعطار قديمًا كان مثل خبير التجميل التي تعتمد عليه النساء في شراء مواد التجميل والعطور ، ثم تقدم لخطبتها وتزوجها ، وهناك من يقول أنها لأعرابي أخر .قصة المثل :
يُحكى أن أعرابيًا نزل بقومٍ في الحضر ، وكان بينهم امرأة عجوز لكنها كانت متصابية ، تستخدم مساحيق التجميل وترتدي زي الفتيات الصغار ، فانخدع الأعرابي بمظهرها حيث تفننت في إخفاء مظاهر الشيخوخة التي دبت في أوصالها ، واستطاعت أن توقع الأعرابي بفخها فتقدم الرجل لخطبتها ، وبالفعل تم الزواج ، فتكشفت له الحقيقة وعلم أن حظه العاثر أوقعه في يد امرأة شمطاء في زي فتاة شابة ، فأنشد يقول :عَجوزٌ تُرجّي أنْ تَكونَ فَتيَّةً
وقَد نَحِلَ الجَنبانِ و احدَودَبَ الظَّهرُ
تَدُسُّ إلى العَطّارِ مِيرةَ أهلها
وَهَل يُصلِحُ العَطّارُ ما أفسَدَ الدَّهرُ؟
تزوجتها قبل المُحاق بليلةٍ
فعاد مُحاقا كله ذلك الشهرُ
وما غرني إلا خِضابٌ بكفّها
وكحلٌ بعينيها وأثوابُها الصفرُوالشعر في ديوان جران العود ولكنه لعروة الرحال كما ذكر ، ولكنه ورد أيضًا بكتاب ابن طيفور بلاغات النساء على أنه لأبي العاج الكلبي ، حيث حدثنا أبو زيد عمر بن شبة أن أبو العاج الكلبي قال لامرأته :عجوزٌ ترجّي أن تكون فتية
وقد لُحِب الجنبان واحدودب الظهر
تدسُّ إلى العطار مِيرة أهلها
ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر
أقول وقد شدوا عليّ حِجالها
ألا حبذا الأرواح والبلد القفر