قصة أعطِنِي حَظّي مِن شُوَايَةِ الرضفِ


تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أعطِنِي حَظّي مِن شُوَايَةِ الرضفِ  .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثل العربي الأصيل :
قال يونس : هذا مثل قالته امرأة كانت غر برة وكان لها زوج يكرمها ، في المطعم والملبس وكانت قد أوتيت حظًا من الجمال ، فحسدت على ذلك فابتدرت لها امرأة لتشينها ، فسألتها عن صنيع زوجها ، فأخبرتها بإحسانه إليها .أسباب تغيير الزوجة على زوجها الكريم :
فلما سمعت ذلك قالت : وما إحسانه وقد منعك حظك من شواية الرضف ! قالت : وما شواية الرضف ؟ قالت : هي من أطيب الطعام وقد استأثر بها عليك فاطلبيها منه فأحبت قولها لغرارتها ، وظنت أنها قد نصحت لها ، فتغيرت على زوجها ، فلما أتاها وجدها على غير ما كان يعهدها فسألها ما بالها ؟قالت : يا ابن عم تزعم أني عليك كريمة ، وأن لي عندك مزية ، كيف وقد حرمتني شواية الرضف بلغني حظي منها ، فلما سمع ما قالته عرف أنها قد دهيت ، فأصاخ وكره أن يمنعها فترى انه انما منعها اياها ضنا بها ، فقال : نعم وكرامة أنا فاعل الليلة اذا راح الرعاء ، فلما راحوا وفرغوا من منهم ورضفوا غبوقهم دعاها ، فاحتمل منها رضفة فوضعها في كفها .احتراق الكفين واللسان :
وقد كانت التي أوردتها قالت لها : انك ستجدين لها سخنا في بطن كفك فلا تطرحيها فتفسد ، ولكن عاقبي بين كفيك ولسانك ، فلما وضعها في كفها أحرقتها فلم ترم بها ، فاستعانت بكفها الأخرى فأحرقتها ، فاستعانت بلسانها تبردها به فاحترق ، فمجلت يديها ونقطت لسانها وخاب مطلبها .المقصود من المثّل العربي الأصيل :
فقالت : قد كان عي وشي يصبرني عن شر ! فذهبت مثلاً .. يضرب في الذرابة على العاثر الذي يتكلف ما قد كفى .. قال وقولها أعطني حظي من شواية الرضف ، يضرب للذي يسمو إلى ما لاحظ له فيه هذا ما حكاه يونس عن أبي عمرو وكذلك في أمثال شمر .مفردات المثّل العربي الأصيل :
قلت قولها شواية الرضف ، الشواية بالضم الشيء الصغير من الكبير كالقطعة من الشاة ، يقال ما بقى من الشاة إلا شواية ، وشواية الخبز القرص منه ، وشواية الرضف اللبن يغلي بالرضفة فيبقى منه شئ يسير قد انشوى على الرضفة ، وقولها قد كان عي وشي يصربني الصرى القطع منه .معنى المثّل العربي الأصيل :
هواهن ان لم يصره الله قاتله ، والعي مصدر قولهم عي بالكلام يعيا عيا والشيء إتباع له ، ويقال عي شي إتباع له وبعضهم يقول شوى ويقال ما أعياه وما أشياه ، وما أشواه أي ما أصغره وجاه بالعي والشيء فالعي من بنات الياء والشيء من بنات الواو وصارت الواو ياه لسكوتها وانكسار ما قبلها.. ومعناه جاه بالشيء الذي يعافيه لحقارته .. ومعنى المثّل : قد كان عجزي عن الكلام وسكوتي يدفع عني هذا الشر ، تندم على ما فرط منها .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك