تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : أجسُر مِن قاتِلِ عَقبَةَ .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل العربي الأصيل :
قال أبو عمرو القعيني ، هو عقبة بن سلم من بني هناءة من أهل اليمن ، صاحب دار عقبة بالبصرة ، وكان أبو جعفر وجهة إلى البحرين وأهل البحرين ربيعة ، فقتل ربيعة قتلا فاحشا !.موت عقبة :
قال فانضم اليه رجل من عبدالقيس ، فلم يزل معه سنين ، وعزل عقبة فرجع إلى بغداد ، ورحل العبدي معه ، فكان عقبة واقفا على باب المهدي ، بعد موت أبو جعفر ، فشد عليه العبدي بسكين فوجأه في بطنه ، فمات عقبة .وأخذ العبدى فادخل على المهدي ، فقال : ما حملك على ما فعلت ؟ فقال : انه قتل قومي وقد ظفرت به غير مرة إلا أني أحببت أن يكون أمره ظاهرًا ، حتى يعلم الناس أني أدركت ثأري منه .منطقة العقبة :
فقال المهدي : إن مثلك لأهل أن يستبقى ، ولكن أكره أن يجترئ الناس على القواد ، فأمر به فضربت عنقه ، ويقال : إن الوجأة وقعت في شرخة منطقة عقبة.قال : فجعل المهدي بسائل العبدي والعبدي يبكي إلى أن دخل داخل ، فقال يا أمير المؤمنين مات عقبة فضحك العبدي ! ، فقال له المهدي : مم كنت تبكي ؟ قال : من خوف أن يعيش ، فلما مات أيقنت أني أدركت ثأري .