تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : طَوَيته عَلَى بِلَالِهِ وعَلَى بُلُلتِهِ .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل العربي الأصيل :
البلال جمع بله ، مثل برمه وبرام ، ويقال ما في سقائك بلال أي ماء الراجز ، وصــــاحب مـــــــرامق داجتيه .. على بلال نفســـــــــه طـــــــويته ، ويقال طويت السقاء على بللته اذا طويته ، وهو ندى لانك ان طويته يابسا تكسر ، واذا طوى على بلته تعفن وصار معيياه ، ويضرب للرجل ، تحتمله على ما فيه من العيب زدرايته وفيه يقيه من الود .وقال: ولقد طــــــويتكم على بللاتكم .. وعلمت ما فيكم مــــــــــن الازراب ..
فـــاذا القرابة لا تــــــرب قاطعا .. واذا المودة اقرب الانســــــــــاب ..والاذراب جمع ذرب ، وهو الفساد ، ويقال ذربت معدته اذا فسدت ، وقيل قدم أعرابي على نصر بن سيار ، فقال : أتيتك من شقة بعيدة احفيت فيها الركاب ، واخلفت فيها الثياب ، وقرابتي قريبة ورحمي ماسة ، قال : وما قرابتك ، قال : ولتني فلانة ، قال : رحم عودة ، قال : إنما مثل رحم العودة ، ، مثل الثنة البالية ملقاة لا ينتفع بها ، فاذا بلت انتفع بها أهلها ، فكذلك قرابتي ان تبلها تقترب منك ، وان تقطعها تبعد عنك ، فان لله ما تشاء ، قال : ألف شاة ربي ومائة ناقة أبي فأعطاه إياها .ويقال : طويته على بلالته ، وعلى بلاله ، وبللاته معناه : احتملت أذاه ، وأغضيت عن مكروهه ، وأصله أنّ أصحاب المواشي إذا استغنوا عن الأوطاب عند ذهاب الألبان طووها وهي مبتلة ، وتركوها إلى وقت الحاجة اليها ، فيضرب مثلاً لاحتمالك أذية الرجل لبقية ودك عنده ، أو لما تنتظر من مراجعته إلى حسن الحال بينك وبينه ، ويقال أيضًا : طويت للرجل ، إذا تركت مودته ، وطويته ، إذا مررت به ولم تسلم عليه ، وهنا قال الشاعر : وإنـــــــي إذا ساء الخليل طويته .. كطــــي اليمانـــــــــي ثم قل له نشري .