قصة الحَامِلِ عَلىَ الكَرّازِ


تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، منها ما قيل في بيت شعري قديم فصار مثلاً ، ومنها ما قيل في صورة نصيحة وحكمة فصار مثلاً ، وكلها نتيجة مواقف متفرقة ، وما صار منها مثلاً ، تناقلته الأجيال حتى عصرنا الحالي ، للتعلم والعظة ، ومثلنا اليوم هو المثل القائل : الحَامِلِ عَلىَ الكَرّازِ .. وقد قيل هذا المثّل في قديم الزمان ، فهو مثّل من التراث العربي الأصيل ، وتُروى قصة المثّل كالتالي :قصة المثّل العربي الأصيل :
هذا المثّل يضرب لمن يرمي باللؤم ، يعني أنه راع يحمل زاده على الكبش ، وأول من قاله مخالس بن مزاحم الكلى لقاصر بن سلمة الجذامي ، وكانا بباب النعمان بن المنذر ، وكان بينهما عداوة فأتى قاصر الى ابن فرتنى ، وهو عمرو بن هد أخو النعمان بن المنذر ، وقال إن مخالسا هجاك وقال في هجائه :لقد كام من سمى اباك ابن فرتنى .. بـــه عارفا بالنعت قبل التجارب
فسماه من عرفانـــه جرو جـــيأل .. خليله قشع خامل الرجل ساغب
أبـــــــا منذر أنى يقــود ابن فرتنى .. كرادبس جمهور كثير الكتائب
ومـــــا ثبتت في ملتقى الخيل ساعة .. له قدم عند اهتزاز القواضبفلما سمع عمرو ذلك اتى النعمان فشكا مخالسا ، وأنشده الا بيان فأرسل النعمان الى مخالس ، فلما دخل عليه قال لا أم لك ، أن أنهجوا امرأ هو ميتا خير منك حيا وهو سقيمًا خير منك صحيحًا ، وهو غائب خير منك شاهدا فبحرمة ماء المزن وحق أبي قابوس ، لئن لاح لي أن ذلك كان منك لانزعن علصمتك من قفاك ولا طعمنك لحمك ، قال مخالس أبيت اللعن كلا والذي رفع ذروتك بأعمادها وأمات حسادك باكمادها ما بلغت غير أقاويل الوشاة ونمائم العصاة وماهجوت أحدا ، ولا أهجوا امرأ ذكرت أبدًا .واني أعوذ بجدك الكريم وعز بيتك القديم ، أن ينالني منك عقاب أو يفاجئني منك عذاب قبل الفحص والبيان عن أساطيرها أهل البهتان ، فدعا النعمان قاصرا فسأله فقال فاصر ابيت اللعن وحقك لقد هجاه وما أروانيها سواه ، فقال : مخالس لا يأخذن أيها الملك منك قول امرئ آفك ، ولا توردني سبيل المهالك واستدلل على كذبه ، بقوله : انى أرويته مع ما تعرف من عداوته .فعرف النعمان صدقه فأخرجها فلما خرجا ، قال مخالس لقاصر : شقي جدك شقى وسفل خدك وبطل كيدك ولاح للقوم جرمك وطاش عني سهمك ، ولانت أضيق حجرًا من نقاز ، وأقل من قرى من الحامل على الكراز فأرسلها مثلاً .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك