قد يرى الكثير من الناس أن من يقسو في نصائحه ويكون جادًا في تقديمها للآخرين ؛ فإنه بذلك صادق في نصيحته ، بينما هؤلاء الذين يمزحون دائمًا ويجعلون من حولهم يضحكون كذلك ؛ فإنهم لا يقدمون النصائح ولا يخافون على غيرهم ، وفي هذا قيل المثل العربي “أمْرَ مُبْكِيَاتِكِ لا أمْرَ مُضحِكاتِكِ” الذي ارتبط بقصة في هذا الصدد ، فما هي قصته .قصة أمر مبكياتك لا أمر مضحكاتك :
لقد ورد عن المفضل فيما يخص هذا المثل أن هناك فتاة من العرب كانت لها خالات وعمات ، فكانت كلما ذهبت لزيارة خالاتها أضحكنها وألهينها عن الجد في الحياة ، بينما كان يحدث العكس حينما كانت تزور عماتها ، حيث أنهن عملن على تأديبها والأخذ عليها في كل تصرفاتها ، وهو ما قد يتسبب لها في البكاء .كانت الفتاة تتعجب من الحياة المتناقضة بين الخالات والعمات ، وذات يوم قالت لأبيها :”إن خالاتي يلطفنني ؛ وإن عماتي يبكينني” ، فتحدث إليها أباها بعد أن علم القصة قائلًا : “أَمْرَ مبكياتك” ؛ وهو يعني هنا أن الزمي واقبلي أمر مبكياتك ، وقد ورد أيضًا أن العبارة جاءت بصيغة “أَمْرُ مبكياتك”.ورفع كلمة أمر في العبارة الثانية تعني أن أمر مبكياتك أولى بالقبول والإتباع عن أي أمر آخر ، ومنذ ذلك الحين أصبحت عبارة هذا الرجل مثلًا يتداوله العرب فيما بينهم ، ليعبرون من خلاله عن فضل هؤلاء الذين يقدمون النصائح والتي قد تتسبب في الحزن للآخرين ؛ بينما هي في الأساس قد قيلت لصالح الشخص الذي يتلقى النصائح ، لذلك فمن الأولى أن يتبع هؤلاء الذين يقدمون النصيحة دون غيرهم ممن يسعون إلى اللهو والضحك فقط .