قصة عن الزوجة الصالحة

منذ #قصص اجتماعية

يحكى أنه كان في زمن بعيد ، بيت متواضع الحال ، يعيش فيه زوج مع زوجته ، كان الزوجان يعيشان معًا حياةً فقيرة ، تخلو من مترفات الحياة ، ومظاهر الأبهة ، إذ كانت متواضعة للغاية ، لكن الزوجة لم تشتك يومًا ، بل ظلت تحمد الله ، جل علاه ، على قضاءه .وفي يوم من الأيام ، ذهبت الزوجة إلى بيت أهلها ، حتى تقضي معهم اليوم ، إلى أن يعود زوجها من عمله ، الذي يستغرق وقتًا طويلًا ، انتهى اليوم ، وقد رجعت الزوجة إلى بيتها ، وفي صباح اليوم التالي ، أرسل والد الزوجة إلى زوج ابنته ، بأنه يريده أن يذهب إليه في الحال .تعجب الزوج من ذلك الأمر ، ولكنه ذهب على كل حال ، طرق الزوج باب والد زوجته ، واستفسر عن الأمر ، فما وجدمن والد زوجه ، إلا أنه يخبره بغضب قليل ، أن يكف بعض الشيء عن جلب الطعام ، من لحوم ، وأسماك ، وفاكهة إلى ابنته ، وأن يأتي إليها بأطعمة عادية ، كالفول ، والجبن ، إلى غير ذلك .تعجب الزوج كثيرًا ، ولم يعرف إن كان يجب أن يرد على والد زوجته ، أم لا ، وإن أجابه ، فماذا يجب أن يقول ؟ وأمام كل ذلك ، لم يجد الزوج من الأمر ، إلا أن يصمت ، ويستمع إلى كلام والد زوجته ، وبعد أن انتهى حديث الأب ، استأذن منه الزوج ، ثم ذهب إلى بيته مسرعًا ، والتفكير لم يكف عنه أبدًا .إذ كيف للأب أن يقول مثل ذلك الكلام ، والرجل لا يأتي إلى زوجته ، إلا بأنواع متواضعة جدًا من الطعام ، حتى اللحوم ، والفاكهة ، فلم تدخل إلى بيتهما طيلة بضعة شهور سابقة ، فكيف ذلك ، أخذ يفكر إن كان الأب يستنكر عليه ذلك مثلًا بطريقته .ظل الرجل منشغلًا بالأمر ، حتى عاد إلى بيته ، ونادى على زوجته ، فسألها عن الأمر ، وأخبرها بما حدثه به والدها ، فنظرت الزوجة إلى زوجها بحياء ، ولطف ، ثم أخبرته ، بأنها كلما ذهبت إلى بيت أهلها ، كانوا يقدمون إليها أنواعًا ، وألوانًا ، وأشكالًا من أفخم ، وأروع الطعام ، والفاكهة .إلا أنالزوجة ، على الرغم من ذلك ، كانت تعرض عنه ، ولم تقبل أن تتناول منه شيئًا ، وكانوا إذا سألوها عن السبب ، تخبرهم بأنها قد ملت تلك الأصناف كلها ، لأن زوجها لا يكف عن جلبها لها ، لدرجة أنها تشتهي الأطعمة العادية المتواضعة ، إلا أن زوجها لا يكف عن جلب تلك الأطعمة الفخمة ، فنعم الزوجة الصالحة .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك