يحكى أن كان هناك شاب ، يدعى محمد ، كان ذلك الشاب يعيش في منزل متواضع في الحي ، وذات يوم ، قرر محمد ترك المنزل الذي يعيش فيه ، وقرر الانتقال ، حتى يعيش في مكان آخر جديد ، وبالفعل اشترى محمد بيتًا جديدًا ، في إحدى العمارات الراقية ، وكان ممن يعيشون في تلك العمارة ، رجل مسن ، كبير ، اسمه العم حسن ، وكان ذلك الرجل الكبير ، يعيش وحده في بيته ، دون أن يرافقه أحد من أهله .كان الاطفال الموجودون في العمارة ، ممن يحيطون بمنزل العم حسن ، يسخرون دائمًا منه ، لأنه كان بطيئًا في مشيه ، ولا يمكنه الحركة بشكل معتدل ، بالإضافة إلى تلعثم العم حسن في حديثه ، وكلامه ، لأنه رجل عجوز ، فكانوا يضحكون عليه بصوت عالٍ ، ويسخرون منه ، طوال الليل ، وطوال النهار .وفى يوم من الأيام ، كان الشاب محمد عائدًا من الخارج ، فسمع أولئك الأطفال ، وهم يسخرون من العم حسن ، ويضحكون عليه ، فصعد إليهم ، حتى يعلم السبب فيما يفعلون ، فرأى الأطفال يسخرون ، ويقومون بدق جرس البيت الخاص بالعم حسن ، ثم يسرعون في النزول ، حتى لا يراهم ، وأخذوا يكررون نفس الشيء مرات عدة .غضب محمد أشد الغضب من أولئك الأطفال غير المهذبين ، الذين يسلكون سلوكًا سيئًا في حق العم حسن ، فذهب محمد إليهم ، وسألهم باستنكار : ” لماذا تقومون بذلك السلوك السيء تجاه العم حسن ؟ أما تعلمون أنه رجل عجوز ، طيب القلب ؟ وأنتم بذلك التصرف السيئ ، تسيئون إلى من هو أكبر منكم سنًا ، أهذا ما تعلمتموه ؟ ” .أخذ الأطفال يسخرون أيضًا من الشاب محمد ، ويضحكون من نصائحه ، ووصفوه بالغرور الشديد ، فحزن منهم حزنًا شديدًا ، ورحل عنهم ، وأخذ طوال الليل ، يفكر في طريقة ، تمكنه من نصح الأطفال ، وتجعلهم يتقبلون ذلك منه ، وأن يعلمهم أهمية الاحترام .وفي يوم من الأيام ، وقف محمد في نافذة غرفته ، فوجد الأطفال ، وهم يلعبون بالكرة ، وأخذوا يلعبون تحت بيت العم حسن ، وفجأة كسرت الكرة نافذة غرفة العم حسن ، ففروا جميعهم هاربين ، وهم يضحكون كثيرًا ، فغضب محمد منهم أيما غضب ، وكان قد ادخر مبلغًا من المال ، فأسرع به إلى الرجل المسن ، حتى يشتري زجاجًا لنافذته ، التي كسرها الأطفال المشاغبون .تعجب الرجل كثيرًامن تصرف محمد ، وشكره بالغ الشكر ، ولكنه أخبره أن يعلم أن الأطفال هم من كسروا النافذة ، فقد رآهم جيدًا ، ويعلم أنه لم يكن من بينهم ، وقال له : ” أنت حقًا ولد شهم ، وكريم الخلق ، تفعل ذلك من أجل مساعدتي ، فدعهم ، سأشكوهم إلى أهلهم ، وسأخبرهم بما فعلت أنت ، حتى يتخذوك قدوة حسنة ، يقتدوا بها ، ويتعلموا أنه يجب على الصغار توقير ، واحترام الكبار ” .فلما علم الأهل ما صدر من أطفالهم بحق العم حسن ، غضبوا عليهم غضبًا شديدًا ، وجعلوهم يعتذرون منه ، وحرموهم من المصروف ، حتى يتم سداد مبلغ النافذة للعم حسن ، وأيضًا حرموا من الخروج ، واللعب ، فندم الأطفال على فعلتهم أشد الندم .