كان ياما كان ، في إحدى البلاد البعيدة ، كان هناك أميرًا متزوجًا ، وله طفلة صغيرة جميلة ، كانت أسرة رائعة حقًا ، يعيشون معًا في قصر رائع ، وفخم ، وجميل ، كانوا يمتلكون كلبًا وفيًا ، كثرًا ما كان يتعجّب منه الناس ، ومن علاقة الأمير الذي يسكن في القصر ، بذلك الكلب ، معلاقة الأسرة جميعها به .حيث كان لذلك الكلب مكانةً سامية ، وخاصة ، في قلوبهم جميعًا ، فكانت الأسرة تعامله ، كما ولو كان واحد من الأسرة ، فقد كان ذلك الكلب بمثابة صديق وفي ، كان محبوبًا من الأسرة جميعها ، يلعبون معه كثيرًا ، ويمرحون لساعات طويلة ، تجمعهم مشاعر الألفة ، والمحبة ، وكانت الأسرة تعتاد على اصطحاب ذلك الكلب معهم ، في جميع الرحلات .ويحبون أن يأخذوه معهم في جميع الأماكن ، التي يذهبون إليها ، حتى حينما يذهبون إلى رحلات الصيد ، لم يكونوا ليتخلوا عن ذلك ذلك الكلب ، وكانوا يصطحبونه معهم ، وذات يوم من الأيام ، وفجأة ، وبدون سابق إنذار ، جاء أمرالله ، وتوفيت زوجة الأمير ، فما كان من الأسرة ، إلا وتبدل حالها ، من حال إلى حال ، وقد حزن الأمير على زوجته حزنًا شديدًا على زوجته ، التي كانت في مقتبل شبابها ، والتي خلفت من ورائها طفلة جميلة ، لا زالت صغيرة في السن ، لا تعرف أي شيء .بعد مرور وقت ليس بقليل ، قرر الأمير في يوم من الأيام ، أن يخرج من القصر قليلًا ، واختار أن يذهب إلى رحلة خاصة بالصيد ، حتى يغير من أجواء الحزن ، والكآبة ، التي كان يحياها ، بسبب وفاة زوجته الحبيبة ، ورغب في أن ينسى ما حدث ، وأن يحمد الله على مصابه ، ويبدأ حياته من جديد ، مع طفلته التي تستحق رعايته .أخذ الأمير يفكر في حال طفلته الصغيرة ، أين يتركها ؟ فهي لا زالت صغيرة السن ، وهو لا يستطيع أن يفعل أي شيء إليها ، وأخذ يفكر فيمن يثق فيه ، حتى يترك إليها ابنته ، كي يرعاها ، ويعتني بها ، وهو مطمئن البال ، مرتاح القلب ، أخذ الرجل يبحث عن أحد ، فلم يجد أي أحد يقبل رعاية صغيرته ، وذات يوم ، نظر الأمير إلى كلبهم الوفي ، فوجده ينظر إليه بحنو ، وعيناه تغرورتان من الدموع .فخطر في بال الأمير ، أن يترك الطفلة الصغيرة ، للكلب الوفي ، حتى يقوم برعايتها ، حتى يعود من عمله ، وبالفعل ، ذات يوم ، كان وراء الأمير رحلة بعيدة بعض الشيء ، ولكنه لم يشعر بأي متعة خلال رحلته ، فقد اعتاد أن يصطحب معه صديقه الكلب الوفي ، ولم يعد الكلب يرافقه في أي رحلة ، أو أي شيء يفعله .كما أنه كان يشعر بالقلق على ابنته الطفلة الصغيرة ، التي تعد الذكرة الوحيدة من والدتها ، فقرر الأمير على الفور أن يعود سريعًا إلى القصر ، حتى يطمئن عليه ، فعندما وصل الأمير إلى مشارف القصر ، رأى الكلب يهرول إليه مسرعًا ، وينتابه القلق الشديد ، ويعوي بشكل غير طبيعي ، لاحظ الأمير أن الكلب قد ملأته الدماء ، فارتعد الأمير ، وبدأ يصرخ ، محاولًا أن يستفهم من الكلب عما جرى .هرول الأمير إلى الطفلة ، فلم يجدها في فراشها ، ووجد الفراش ملطخًا بالدماء ، فجرى وقتل الكلب في الحال بسيفه ، ثم سمع صوت الطفلة من بعيد ، ووجد ثعلبًا مقتولًا ، فعرف أن الكلب كان يدافع عن الصغيرة ، وندم أشد الندم .