في قديم الزمان ، كان هناك رجلًا مزارعًا ، يتوفر لديه العديد من الجراء الصغيرة ، ففكر في شأنها ، فقد زادت أعداد الجراء بكثرة ، ولن يستفيد منها مجتمعة شيئًا ، ففكر أن يبيع بعضها ، ليستفيد من المقابل المادي ، الذي سيحصل عليه من جراء بيعهم ، وعلى الفور ، قام المزارع ، وأعد لوحة إعلانية مميزة ، وكتب على اللوحة الإعلانية ، التي صممها ، ” أربعة جراء صغار للبيع ” .هم الرجل ليثبت اللوحة الإعلانية التي أعدها ، لتكون ظاهرة أمام الجميع ، ممن يمرون من مكانه ، وبالفعل بدأ المزارع في دق المسامير في الحائط ، وتثبيت اللوحة الإعلانية عليهم ، وبينما هو كذلك ، أحس المزارع بأنت شيئًا ما يشد ملابسه ، فلما نظر أسفل الأرض ، وجد طفلًا صغير السن ، يشد الرجل من ملابسه ، ليلفت نظره .نظر الرجل إلى الطفل بتعجب ، وقال له : ” ماذا تريد أيها الطفل الصغير ؟ ” رد الولد الصغير ببراءة شديدة ، ثم قل : ” أرغب في شراء أحد جرو من الجراء الأربعة يا سيدي ” ، فكر الرجل قليلًا ، ثم استأنف قائلًا : ” حسنًا يا صغير ، ولكن دعني أخبرك شيئًا ، فالجراء التي أبيعها من نوع مميز ، وأنا أبيعها بسعر غالٍ جدًا ، ولهذا السبب سيكلفك الجرو تكلفة مالية كبيرة جدًا .أخفض الطفل الصغير رأسه للحظات ، ثم مد يدًا من يديه في جيب بنطاله ، ثم أخرج منه مجموعة من العملات المعدنية في يديه ، ومدها ، ليقدمها إلى المزارع ، الذي يبيع الجراء ، ثم قال الطفل الصغير : ” معي يا سيدي 93 قرشًا ، هل يكفون لشراء الجرو ؟ ” ، رد الرجل على الطفل ، وقال : ” نعم يا بني ، هذا المبلغ يكفي ” ، ثم قام على الفور ، وأحدث صوت صفير عالٍ ، ونادى بأعلى صوت له : ” يا دوللي ، هيا تعالي إلى هنا ” .بعدما انتهى الرجل من ندائه ، إذ بمجموعة صغار الجراء ، تخرج ، ملبية نداء المزارع ، فشعر الطفل بفرحة ، وسعادة بالغة ، حين رأى الجراء آتية إليهم ، مع مجموعة من الجراء الصغيرة ، بأشكالها الجميلة ، ولمعت عيناه بسعادة غامرة ، ولكن شيئًا ما استوقف الطفل ، وذلك حين لاحظ الطفل الصغير ، لما دقق نظره ، أن هناك جرو صغير جدًا ، أصغر من الجراء الأخرى ، قادم مع مجموعة الجراء .دقق الطفل نظره ، ولفت انتباهه أمر ذلك الجرو ، حيث كان بطيء الحركة ، بشكل ملحوظ ، حيث كان يجري بأقصى سرعة ، ليلحق بالجراء الأخرى ، التي وصلت بسرعة إليهم ، ولكنه لم يستطع اللحاق بهم ، هنا قال الطفل على الفور : ” يا سيدي ، أريد ذلك الجرو ، وأشار إلى الجرو البطيء ، المتأخر ، بحجمه الصغير للغاية ” .رد الرجل المزارع على الطفل قائلًا : ” يا بني ، إنك مخطئ ، بالتأكيد أنت لا تريد ذلك الجرو ، أليس كذلك ؟ ، فهو لا يستطيع اللعب ، والحركة ، كما ترى غيره من الجراء الأخرى ” ، ورغم ذلك ذهب الطفل ليأتي بالجرو ، مصممًا عليه ، وبينما يمشي الطفل ، رأى الرجل دعامة صناعية ، تعين الطفل على المشي ، ثم جاء الطفل بالجرو ، وقال له أنا سأفهمه كثيرًا ، لأنه مثلي ، لا يتمكن من الحركة بسهولة ، اغروروت عينا الرجل بالدموع ، وأعطى الطفل الجرو ، وقال له : ” هو هدية مني لك يا بني ” .