قصة الابن المدمن العاق

منذ #قصص اجتماعية

إن عقوق
الوالدين من أكبر الكبائر التي يمكن أن يرتكبها الإنسان فيرى عاقبتها في الدنيا
قبل الأخرة ، ومع ذلك فإن نا كثيرًا ما نجد أن عقوق الوالدين في الواقع يرجع لسوء
تربية الأهل من البداية ، فكثيرًا من الآباء حاليًا يهملوا في تربية أبنائهم
وتعليمهم قيم دين الإسلام الحنيف ، وينصب كل تركيزهم على العمل لكسب الأموال ،
لأنهم يشعرون أن المال هو الوسيلة الوحيدة لإسعاد أبنائهم ، في حين أن الأبناء
وخاصة في مرحلة الطفولة يحتاجون التربية والتهذيب والشعور باهتمام الوالدين أكثر
من حاجتهم إلى المال ، ولكن بعد أن يمضي العمر يكتشف البعض أنهم كانوا مخطئين في
حق أبنائهم .والقصة الواقعية
التالية تحكي عن رجل أفنى عمره في جلب المال لابنه ، ولكنه أهمل تربيته حتى مضى
العمر وحدث ما حدث ، ففي أحد الأيام وصل رجل عجوز إلى مقر النيابة العامة وطلب
مقابلة وكيل النيابة ، فإذن له وكيل النيابة بالدخول وطلب منه الجلوس ثم سأله عن
سبب حضوره .فبدأ
الرجل بالبكاء مما دعى وكيل النيابة للانتظار ، وطلب كوب ماء للرجل حتى يهدأ ،
وبمجرد أن هدأ الرجل قليلًا ، فاجأ وكيل النيابة بطلبه ، حيث طلب الرجل العجوز من
وكيل النيابة أن يأمر بالقبض على ابنه الوحيد لأنه مدمن مخدرات كما أه يعتدي على
والده العجوز بالسب والضرب كما أنه طرده من منزله وهو في هذه السن .تأثر
وكيل النيابة كثيرًا من كلام الرجل وطلب منه أن يحكي له بالتفصيل عما فعله ابنه
وعن الدوافع التي أدت لذلك ، فقال الرجل أنه أمضى سنوات شبابه في العمل ليل نهار
حتى يوفر لزوجته وابنه الوحيد منزل مريح ويؤمن له الدراسة في مدرسة راقية حتى يصبح
إنسان ناجح كما يحلم ويتمنى أي أب .ولأن
الوالد لم ينجب غير هذا الابن فقد أسرف في تدليله وكان يعطيه كل ما يطلبه من أموال
، وبالطبع لأنه كان مشغول ليل نهار في عمله ، فلم يكن لديه أبدًا أي وقت ليقضيه مع
ابنه ، وكانت النتيجة أن ابنه بدأ يفشل في دراسته ويرسب عام تلو الآخر ، ومع ذلك
فإن الوالد لم ينتبه لهذا الأمر واستمر في إعطاء ابنه كل ما يريده من أمواله ،
لأنه كان يرى أنه بذلك سوف يعوض غيابه .ثم فجأة
توفيت زوجة الرجل كما أنه وصل لعمر التقاعد فبدأ يجلس في البيت مع ابنه ، ولكنه
بدأ يلاحظ أن ابنه يتصرف بطريقة غريبة ويتحدث بطريقة غريبة ويعود إلى المنزل في
وقت متأخر كما أنه يطلب الكثير من الأموال وينفقها في يوم واحد ، ولكن للأسف فقد
أتى اهتمام الأب بعد فوات الأوان .فقد أصبح
الابن مدمن للمخدرات ، وعندما واجه الأب ابنه بشكوكه كانت الصدمة أنه ل ينكر ، بل
إنه تبجح في وجه والده وقال له أنه لا شأن له به وأنه حر في تصرفاته ، ولما حاول الأب
منع الأموال عن ابنه ، بدأ الابن يتطاول عليه بالسباب ، ثم تجرأ ومد يده وصفع
والده العجوز وأخذ منه الأموال بالقوة ، وكان الأب العجوز عاجز أمام تصرفات هذا الابن
العاق وقد شعر بالحزن والندم الشديد لأنه قضى كل حياته من أجل جلب المال لابنه
وكان هذا جزاؤه في النهاية .ومع
تكرار اعتداء ابنه عليه وقيامه في النهاية بدفعه خارج منزله وإغلاق الباب في وجهه
، لم يجد الأب أمامه إلا أن يذهب لوكيل النيابة ، ويطلب منه أن يلقي القبض لى ابنه
وهو يشعر بالحسرة والحزن في داخله .وعلى
الفور أمر وكيل النيابة بالقبض على الابن ، وعندما مثل الابن أمام وكيل النيابة
وواجهه بأقوال والده لم ينكر الابن أيًا من تلك الأقوال ، ولكنه قال لوكيل النيابة
مدافعًا عن نفسه ، أنه طوال حياته لم يجد أي نصيحة أو توجيه من والده لأنه كان
طوال الوقت منشغلًا في عمله .ولم يكن
أمام وكيل النيابة إلا أن يأمر بإدخال الابن إلى مستشفى لعلاج الإدمان وحبسه
داخلها حتى يتعافى وتتم محاكمته .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك