قصة واقعية عن فضل الأب

منذ #قصص اجتماعية

الأب هو
السند الحقيقي للإنسان في الحياة وهو أساس البيت ، وبدون وجود الأب فإن البيت
بأكمله يفقد جزء كبير من أمنه واستقراره ، حيث أن وجود الأب هو الذي يمنح جميع
أفراد الأسرة الشعور بالأمان ، وعادة لا يشعر الأبناء بتضحيات آبائهم بالرغم من
أنه يتحمل الكثير من أجل راحة أسرته وحتى يوفر لهم كل ما يحتاجون إليه حتى لو كان
على حساب بنفسه .فمعظم الآباء
يخرجون كل يوم من منزله ليكابد مشقة وعناء العمل ويعود كل مساء وهو منهك دون أن
يشعر به الأبناء ، فهم عادة يطلبون منه ما يريدون ويحصلون عليه ، ولكن لا أحد من
الأبناء يعرف مقدار المشقة التي تحملها حتى يوفر لهم الحياة التي يتمنوها ، فتجد
أن كثير من الأبناء وخاصة الشباب هذه الأيام يرفع صوته في وجه والده ، ومنهم من
يقول له دائمًا ” ماذا فعلت لي ؟ ” بالرغم من أنه لولا وجود الأب فإن
المنزل بكامله يمكن أن ينهار ، ولكن في كثير من الأوقات يكون الأب هو الجندي
المجهول الذي لا يشعر به أحد إلا بعد غيابه .وصاحب
هذه القصة هو شاب نشأ مرفه، فقد استطاع والده أن يوفر له كل احتياجاته منذ الصغر ،
حتى أصغر الكماليات ، ولم يبخل عليه الوالد بأي شيء فادخله أحسن وأغلى المدارس ،
وعندما كبر أحضر له سيارة فخمة حتى يتباهى وسط زملائه .ولكنها
الشاب في الواقع كان لا يرى أي وجود لوالده في حياته ، وكان أصدقائه هم أهم أشخاص
لديه فكان يرى أنهم أهم من والده ووالدته ، بالرم من أنه لولا الأموال التي يحصل
عليها من والده ، لما استطاع أن يخرج معهم أو يركب سيارته الفاخرة أو يذهب إلى
الأماكن الراقية معهم .وكان
والده كلما طلب منه أن يجلس معه قليلًا ليتكلم معه قليلًا في شئونه أو يلعبا
الشطرنج أو أي أمر من التي يمكن أن تجمع الأب مع أبيه ، أشاح بيديه أو تجاهله أو
يقول له عندما أعود لأني مشغول أو أي شيء من هذا القبيل أنه كان يرى أن والده كبير
في السن ولن يستطيع أن يتماشى مع أفكاره العصرية أو يفهم تصرفاته التي تتماشى مع
روح العصر بينما والده من الجيل القديم ، وحتى عندما كان والده ينصحه بعمل شيء ما
أو أن يمتنع عن فعل خاطئ ، فإن هذا الشاب كان يشعر بالغضب الشديد ويتجاهل كل ما
كان يقوله ، أو حتى يقوم بعمل عكس ما قاله والده .وظل
الشاب على تلك الحال لفترة طويلة ، حتى حدث أمر هز كيانه بقوة ، ففي أحد الأيام
بينما كان يجلس مع أقرب صديق إليه وجد هاتف صديقه يرن ، وعندما رد الصديق على
الهاتف بدت على ملامحه الصدمة وبدأ في البكاء ، فقد توفى والده فجأة ، وكان هذا
الصديق يتعامل مع والده بنفس الطريقة التي يتعامل بها هذا الشاب .وفي ذلك
الوقت بدأ هذا الشاب يتذكر والده ويتذكر الطريقة التي كان يتعامل بها معه ، ويتذكر
أن والده يطلب منه دائمًا ن يجلس معه وهو يرفض باستمرار ، فشعر بالندم الشديد ،
وخاصة بعدما سمع حديث صديقه عن والده وكيف أنه فوت كثير من اللحظات التي كان يمكن
أن يقضيها مع والده ، ولكنه كان يتجاهله .وعندما
عاد هذا الشاب من جنازة والد صديقه ، ذهب مباشرة لوالده وقبل يديه واعتذر له عن
تصرفاته السابقة وقرر ألا يعود لمثل تلك التصرفات أبدًا لأن الحياة القصيرة وربما
يفقد والده في أي لحظة فيندم حين لا ينفع الندم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك