في إحدى المحاكم الألمانية تم استدعاء أحد المقيمين كشاهد للإدلاء بشاهدته في قضية ، وعند الانتهاء من أخذ أقواله في القضية طلب منه أحد العاملين في المحكمة بتعبئة استمارة حتى يكتب فيها وقت حضوره وانصرافه من المحكمة ويسجل فيها كم يبعد منزله عن المحكمة وذلك من أجل تعويض الشاهد عن الوقت الذي أمضاه وتعويضه عن وقود سيارته الذي استهلكه حتى يتمكن من الوصول إلى المحكمة وفرح الشاب كثيرًا لما حصل عليه من تعويض وفرح أكثر أنه وجد شيئًا يستطيع من خلاله التباهي على المسلمين .ويقول الشاب أنه تعجب من المعاملة الراقية ومنذ ذلك الوقت كان دائمًا ما يذكر القصة لكل الناس من المسلمين وكان لا يفوت مجلس إلا وذكر فيه الواقعة وذلك انبهار بالمعاملة واستنقاص من شأن المسلمين ، وظل هذا الشاب على انبهاره بالمعاملة في الغرب حتى جاء اليوم الذي روى فيه القصة لأحد الأصدقاء المسلمين وكان عالمًا بتفسير آيات القرآن الكريم وبأمور الدين .فقال له الشاب المسلم التقي وهل أتى أصدقائك الألمان بشيء جديد ، فمنذ أكثر من 1400 عام والمسلمون يطبقون ما أنت تتباهى به عند شهادتهم بالمحاكم ، ثم سأله هل تعلم ماذا تضمنت أطول آية في القرآن الكريم فرد عليه لا أعلم فقال له إنها تضمنت رؤية شاملة ورائعة لكافة التعاملات المالية ويشمل هذا الذي تنبهر به في قوله تعالى : وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ، أي أن بيت مال المسلمين يتحمل كافة الأضرار التي تقع على الشاهد من مصاريف انتقال الشهود وإقامتهم في غير بلدهم وتعويض الوقت الذي بذله الشاهد حتى يدلي بشهادته ، لكي لا تتأثر عائلتهم بهذه الخسائر وليتم إقامة العدل بين الناس ، فكل فضيلة لدى الغرب لابد أن تجد لها أصلًا في الإسلام بل أنه سبق كل حضارات الأرض من صدق ونظام وإتقان واحترام وعدل وعلم ومعرفة ..