يعتقد
كثير من الناس أن الحب الأول هو الحب الحقيقي ، ولكن في معظم الحالات تثبت التجربة
أن ما يسمى بالحب الأول هو مجرد وهم ، وأن الحب الحقيقي هو الذي يأتي بعد الزواج
والعشرة بعد أن يكتشف الإنسان صفات الشخص جيدًا ويتعرف على طباعه بعيدًا عن أي
تزييف أو تصنع .تقول
فتاة أنها كانت قد بدأت تشعر بالإعجاب تجاه أحد أقربائها وهي مازالت طفلة صغيرة ،
وبالرغم من أنها حاولت أن تصده كثيرًا إلا أن هذا القريب استطاع أن يجعلها ترتبط
به أكثر وتحبه ، ولكنه في النهاية أخبرها أنه لا يستطيع أن يتزوجها لأسباب خاصة
وبالفعل قطعت كل علاقة معه .وبعد عدة سنوات تقدم لها قريب أخر كانت بالفعل معجبة به ولكنها لم تكن تحبه وبالرغم من ذلك وافقت على الارتباط به لأن كل مواصفات الزوج المثالي متوفرة به وبالفعل تمت خطبتهما ، وكانت الفتاة سعيدة في البداية بتلك الخطبة .ولكن بدأ
الشاب الأول يرسل لها رسائل مرة أخرى ويخبرها أنه مازال يحبها ويتمنى لو يستطيع أن
يتزوجها ، ظلت الفتاة تفكر في كلام الشاب القديم وأصبحت في حيرة بين اختيار عقلها
واختيار قلبها ، فمن الناحية العملية يعتبر خطيبها هو الزوج المثالي الذي لا يمكن
رفضه ، ولكنها في نفس الوقت مازالت تشعر بالحب تجاه الشاب الذي اعتقدت أنه حبها
الأول ! .وفي النهاية قررت أن تتبع عقلها وتتزوج من خطيبها ، وبالفعل تم الزواج ، وبعد الزواج اكتشفت من خلال بعض أقربائها أن الشاب الذي كانت تحبه ليس كما توقعته ، فهو شاب لاهي لا يصلح ليكون زوج وأدركت أنه كان يتلاعب بها ولم يكن يحبها حب حقيقي ، وفي نفس الوقت اكتشفت أن زوجها إنسان رائع وأنها كانت ستخسر كثيرًا لو لم تتزوج به ، ومع الوقت أصبحت تحب زوجها حبًا شديدًا بعد ما رأت منه من حسن المعاملة وطيب الأخلاق ، فحمدت الله حمدًا كثيرًا على أن هداها لتختار الزواج منه .وفي نفس الوقت شعرت بالندم على كل الأوقات التي ضيعتها من عمرها وهي تفكر في الشخص الأخر وضيعت على نفسها فرصة قضاء ذكريات رائعة مع زوجها ، وأدركت أن التفكير من الماضي والبكاء على اللبن المسكوب أو على الأقل ما نعتبره نحن ذلك لا فائدة منه سوى أنه يضيع علينا فرصة الاستمتاع بالحاضر الرائع الموجود بين أيدينا لصالح أوهام لا طائل منها ، وقررت الزوجة أن تعوض زوجها عن الأوقات التي مرت معه وهي تفكر في شخص أخر وأنها يجب أن تجعله أسعد زوج في العالم .