هذه القصة الواقعية لفتى من أبناء المملكة ، فقد ساقه وفقد معها أهم شيء في حياته ، وشعر أن حياته انتهت ، ولكن بمساعدة والدته وثقته في الله وإيمانه بنعم الله عليه استطاع أن يستعيد حياته مرة أخرى ، ليصبح مثال يحتذى به في الصبر والإرادة والثقة بالله تعالى والرضا بقضائه .كان محمد
منذ صغره يهوى رياضة الركض ، وكان يحلم أن يصبح بطل أوليمبي كبير في هذه الرياضة ،
وفي الواقع فلم يكن الفتى يهتم بأي شيء أخر في حياته ، حتى الدراسة لم تكن مهمة
بالنسبة له بقدر تمارين الركض ، وقد شجعته والدته بشدة على ممارسة هوايته ومحاولة
تحقيق حلمه بأن يصبح أحد الأبطال في تلك الرياضة ، وقد بدأ بالفعل يشارك في بعض
المسابقات المحلية ويفوز فيها ، وأصبح يلتزم تمامًا بتناول الأكل الصحي والتمارين
السليمة ، وكان يشهر بلهفة ليذهب إلى التمرين .ولكن فجأة
أحس بألم شديد ، فذهب للطبيب لعمل بعض الفحوصات وكانت الصدمة عندما ظهرت نتائج
الفحص ، فقد أخبره الطبيب أنه مصاب بسرطان في قدمه وأن الحل هو بتر ساقه حتى لا
تتطور حالته ويموت .يا للحسرة
لقد فقد محمد مستقبله كرياضي للأبد ، وبالرغم من أنه تعافى من مرض السرطان إلا أنه
أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد ، وأصبح يحبس نفسه داخل غرفته لساعات وشعر أن
مستقبله قد انتهى تمامًا ، ومما زاد من سوء حالته أنه كان يشعر أن من حوله ينظرون
إليه بنوع من الشفقة ، فتدهورت حالته أكثر حتى أنه حاول الانتحار مرة ، وفي وسط ذلك كانت أمه تشعر بالحزن الشديد لحال
ابنها ، وبدأت تبحث عن حالات مشابهة لحالته ، وقد اكتشف أنه هناك عدد كبير من
الرياضيين مبتوري الساق وأن هناك أولمبياد خاصة لذوي الإعاقة .فقامت
بجلب صورة أحد أبطال الركض من مبتوري الساق ووضعتها في غرفة ابنها ، واتصلت بمدربه
الخاص الذي اتصل بدوره بمحمد وأخبره أن هناك مدربين متخصصين يمكن أن يساعدوه ليحقق
حلمه ويصبح بطل ، ولكنه رفض في البداية ، ولكن بسبب دموع والدته وحزنها الشديد
عليه قرر أن يتماسك ، وأخذ ينظر للصورة التي وضعتها والدته أمامه باستمرار وفجأة
شعر أنه يمكن أن يصح مثل هذا البطل ، وفكر أن الله سبحانه وتعالي من عليه بنعم
أخرى كثيرة يجب أن يشكره عليها ولا يستسلم أبدًا لحالة الإحباط والحزن التي أصابته
.وبدأ
الشاب في البحث عن مدرب جيد متخصص ليساعده في استعادة لياقته ، وبالفعل وجد الشخص
المناسب الذي حفزه ورفع من معنوياته كثيرًا ، وبعد حوالي عامين من التدريب أصبح
محمد على استعداد للمشاركة في البطولات وتحقيق حلمه ، وقد تعلم درسًا كبيرًا وهو
ألا يعترض على قدر الله لأن الله سبحانه وتعالي يقدر لنا الخير دائمًا .