كان ياما كان ، في زمان قريب ، كان هناك رجل ، يعمل في مجال البناء ، وكان يتسم بإخلاصه الشديد ، وتفانيه في العمل ، كان ذلك الرجل البناء ، يعمل في إحدى الشركات الهندسية ، والإنشائية الكبرى ، وكان عاملًا بارزًا ، ومميزًا للغاية ، بين أعضاء ، وعمال الشركة .كان ذلك الرجل البناء ، له بصمته الخاصة في جميع الأعمال ، التي يقوم بإنجازها ، ومن أجل ذلك ، كان كثيرًا ما تعتمد عليه الشركة ، في إنجاز العديد من الأعمال المختلفة ، وفي أماكن عدة ، دارت الأيام ، يومًا بعد يومٍ ، والرجل يزداد إخلاصًا ، وتفانيًا في العمل ، ويزداد محبة ، من قبل أعضاء الشركة ، وعمالها جميعًا .إلا أنه في المقابل ، كان يزيد في عمره ، يومًا بعد يوم ، ولم يحس بمرور الأيام ، إلا وقد وجد نفس رجلًا كبيرًا ، من حقه أن ينال قسطًا من الراحة ، ويتقاعد في بيته ، وسط أولاده ، الذي أهمل كثيرًا ، في إعطائهم حقهم ، من التواجد معهم ، وتوجيه الرعاية الشاملة له بنفسه ، فقرر الرجل البناء ، أن يذهب إلى مدير الشركة ، والمسئول عنها ، وأن يطلب منه السماح له ، والموافقة على استقالته .بالفعل ، توجه الرجل البناء إلى مدير الشركة ، التي يعمل بها ، وطلب منه ، بمنتهى الأدب ، أن يأذن إليه بتقديم استقالته ، والموافقة عليها ، فظهر على مدير الشركة الحزن ، والاستياء ، لفقدان ذلك الرجل المجد ، المجتهد ، من بين أعضاء ، وفريق الشركة ، وسأله عن السبب في تقديم استقالته .أجاب الرجل بأنه قد تعب كثيرًا من العمل ، وآن الوقت أن يرتاح ، بعد بلوغه ذلك السن الكبير ، وأن يمكث في بيته ، بين أولاده ، نظر المهندس إلى الرجل نظرة عطف ، وقال له : ” يمكنك فقط مغادرة الشركة ، وأقوم أنا بقبول استقالتك ، بشرط واحد ” ، أجابه البناء قائلًا : ” وما الشرط يا سيدي ؟ ” .أجاب المدير قائلًا : ” شرطي الوحيد ، أن تقوم ببناء بيت واحد فقط ، كآخر عمل إليك ، ووقتها سأقبل استقالتك ” ، حاول البناء أن يطلب من المدير إعفاءه من تلك المهمة ، ولكنه أصر أن ينجزها أولًا ، قبل أي شيء ، بالفعل شرع الرجل في بناء المنزل ، ولكنه في تلك المرة ، كان يعمل بلا أي إتقان .كان كل همه ، أن ينتهي من بناء البيت بأقصى سرعة ، ولم يضع أي اعتبار لأي شيء آخر ، سريعًا انتهى البناء من بناء البيت ، ولكنه كان بناءًا مهملًا ، ولا يتضمن أي اتقان ، توجه الرجل إلى المدير ، وأخبره بأنه أنهى البناء ، والآن عليه الرحيل ، فرد المدير قائلًا : ” الآن قبلت استقالتك أيها العامل المجد ، وبالنسبة إلى المنزل ، الذي بنيته ، فإنه لك ، نظير خدماتك الجليلة ، التي قمت بتقديمها إلى الشركة .هنا ندم البناء ندمًا شديدًا ، فقد صنع بيتًا ، يمكن أن يسقط في أي وقت ، لأنه لم يتقن بنائه ، وتذكر حينها ، أنه قد أغضب الله ، جل علاه ، بفعلته تلك ، ولكن لم يفد الندم بعد اليوم .