يحكى أن الشاعر السوداني إدريس جماع ، قد تعرض إلى قصة حب ، وصمت بالقصة الفاشلة ، فلما حدثله ذلك ، ظل يهيم إدريس جماع في الطرقات ، بلا هدف ، وبلا وعي ، كان تائهًا في عالم واسع ، مما نتج عن ذلك ، أنه قد فقد عقله ، وبالتالي قثد وقضى بقية عمره في مصحة نفسية .ساع عن إدريس جماع ، أنه هو ذلك الرجل ، الذي أفقدته عقله النساء ، ففي إحدى المرات ، أعجب جماع بامرأة جميلة ، قابلها في المطار ، كانت تلك المرأة موجودة برفقة زوجها ، وكانت واقفة أمامه ، فظل يطيل النظر إليها ، ولم يلتفت عنها أبدًا ، مما دفع زوج المرأة إلى الغضب الشديد ، ومنعه عن النظر إلى زوجته .فما كان من إدريس جماع ، إلا أن قال لزوج المرأة ما يلي : ”” على الجمال ﺗﻐار منا .. ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫ ﻧﻈﺮﻧﺎ ؟
هي ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻨﺴﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ .. ﻭﺗﺴﻌﺪ ﺍﻟﺮﻭﺡ المعني
ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧت ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ .. ومنى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻧﻰ
أﻧﺕ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﺑﺪﺕ لنا .. ﻭﺍﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﻋنا
آنست فيك قداسة .. ولمست إشراقًا وفناونظرت في عينيك .. آفاقًا وأسرارًا ومعنىوسمعت سحريًّا يذوب .. صداه في الأسماع لحنانلت السعادة في الهوى .. ورشفتها دنًّا فدناقيدت حسنك في الخدور .. وصنته لما تجنىوحجبته فحجبت سحرًا .. ناطقًا وحجبت كوناوأبيت إلا أن تشيد .. للجمال الحر سجناليس هذا فقط ، وإنما قد وصل جنون جماع بالنساء الجميلات ، إلى حد جعله يعجب كثيرًا ، ويتغزل بعيون الممرضة ، التي كانت تتابع حالته ، وذلك في لندن ، حيث أنه قد أطال النظر إليها ، وإلى عينيها الجميلتين بشكل خاص ، فعندما فعل ذلك ، انزعجت الممرضة منه ، ومن طول تحديقه إليها ، فقامت الممرضة على الفور ، وما كان منها ، إلا أن أخبرت المدير المسئول عن المستشفى .لما علم مدير المستشفى ذلك ، أمر الممرضة بأن تقوم بارتداء نظارة سوداء ، فسمعت الممرضة كلام المدير ، وإذ بها وقد ارتدت النظارة ، كما طلب منها مدير المستشفى ، فلما ذهبت الممرضة إلى جماع ، وكانت ترتدي النظارة ، تعجب كثيرًا عندما رآها ، وقال لها :” ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻤﺪ لا ﺗﺨﺷﻰ ﻣﻀﺎﺭبه .. ﻭﺳﻴف ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﻲ ﺍلحالتين ﺑﺘﺎﺭ ” ، وكانت الممرضة لا تفهم معنى كلماته ، ولكنها أخذت تبحث ، كي تتعرف على معنى كلامه ، إلى أن توصلت إليه في الأخير ، وأخذت تبكي بحرقة شديدة ، من جراء ترجمة هذا البيت .ومن هنا أنكر الكثيرون من كبار الأدباء ، والشعراء ، أن يكون إدريس جماع مجنونًا ، فلا يحق لأحد أن يكتب أبياتًا غزلية ، لا مثيل لها ، كما ورد عن جماع ، ويكون مجنونًا أبدًا .