ذات يوم من الايام ، كانت هناك طفلة جميلة ، اسمها سمر ، كانت تجلس إلى جانب صديقتها المقربة إليها ، وهي ندى ، بنفس ذات المقعد في الفصل ، كانت سمر وندى تربطهما علاقة صداقة وطيدة ، وكانت كل منهما تزورالأخرى في بيتها ، بين الحين والآخر .كما أن والدة كل من الصديقتين ، كانت بينهما صداقة وثيقة ، منذ فترة طويلة ، اكان لسمر وندى ، صديقة في الفصل ، اسمها مروة ، والتي قد لاحظت صداقتهما الوطيدة ، وحبهما الشديد لى بعضهما البعض ، فكانت تشعر بالغيرة الشديدة ، وكثيرًا ما كانت تفكر في إفساد علاقة كل من الصديقتين ، وأن تشعل الخصام بينهما .وذات مرة ، أخذت مروة قلم الصديقة سمر ، ووضعته بدورها في مقلمة ندى ، في وقت الفسحة ، ولما عادت سمر ، أخذت تبحث عن قلمها ، ولكنها لم تجده ، أخذت ندى تبحث معها ، حتى أنها فتحت حقيبتها ، بحثًا عن القلم ، ففوجئت بوجود القلم معها ، فأعطته لصديقتها على الفور ، واعتذرت منها ، وهي تقول : ” لا أدري كيف دخل قلمك إلى حقيبتي يا سمر ” ، فردت سمر قائلةً : ” لا بأس صديقتي ، ربما عن طريق الخطأ ” .أحست مروة بالضيق الشديد ، لأنها كانت تتمنى أن يشب الخصام بين الصديقتين ، كانت الغيرة تسيطر على مروة ، كلما رأت الصديقتين لا يفترقان ، وتتمنى لو تنتهي صداقتهما ، وفي يوم من الأيام ، جاءت كل من سمر وندى ، وقالت سمر : ” مروة ، هل سمعت عن دورة تحفيظ القرآن الكريم ، التي ستقام في المسجد ، الموجود بالقرب من بيتك ؟ ” .تعجبت مروة ، وارتبكت بعض الشيء ، وردت قائلةً : ” لا أعلم ” ، فردت سمر قائلةً : ” أنت بمثابة صديقتنا المقربة ، فما رأيك أن نسجل في الدورة معًا ؟ ” ، تدخلت ندى قائلةً : ” أنت صديقتنا المقربة ، ونحن نحبك كثيرًا ” ، هنا شعرت مروة بالخجل ، والندم الشديد ، وقد صارحت الصديقتين ، بما صدر منها ، وأبدت ندمها الشديد ، واعتذرت من الصديقتين ، اللتين قبلتا اعتذارها في الحال ، ومن يومها ، وقد أصبحت الصديقات الثلاث ، لا يفرقهن أي شيء .كن يذهبن سويًا ، ويحفظن القرآن الكريم ، ويذهبن إلى المدرسة معًا ، ويعودن معًا ، وكانت تكثر بينهن الزيارات ، على فترات متقاربة ، فما أجمل القلوب المتحابة في الله ، وما أجمل أن يتخلى كل إنسان ، مما يشوب قلبه من ضغائن ، وغيرة ، وحسد ، حتى نعيش في سلام ، وطمأنينة ، وود ، ومحبة ، بدلًا من أن تأكلما نيران الغيرة ، والضغائن .